حصاد اليوم- جنبلاط يقود معركة التعيينات العسكرية وبوصعب يدخل “معركة التمديد” دعمًا لسليم وباسيل
على غرار ما فعل تكتل “الجمهورية القوية” بخوضه معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، تخوض كتلة “اللقاء الديمقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط مدعومة من “الحزب التقدمي الإشتراكي” حاليًا معركة مماثلة، وإن على وقع أهدأ، للوصول الى تعيين رئيس للأركان وعضوين في المجلس العسكري، فيكتمل بذلك عقد قيادة الجيش، ما يؤمن المزيد من الاستقرار والتماسك في المؤسسة العسكرية في هذه الظروف الدقيقة داخليًا، بموازاة الحرب في الجنوب والتي لن تنتهي الا بتنفيذ القرار 1701 فعليًا، وهي مهمة جديدة ستكون ملقاة على عاتق الجيش بالتأكيد.
وبعد التأكد من التوجّه لدى دول “اللجنة الخماسية” حول لبنان القائل بأن تحركًا ما سيحصل في ملف الانتخابات الراسية بداية العام المقبل، وقبل ان تدخل البلاد مرحلة عيدي الميلاد ورأس السنة وترحَّل الملفات الى مواعيد لاحقة غير محدّدة، أدار “اللقاء الديمقراطي” محركاته بهدف تأمين التوافق السياسي على التعيينات العسكرية، علمًا أن هذه المعركة لن تكون مضمونة النتائج لأسباب عدة أبرزها عودة الملف الى مجلس الوزراء وبالتالي الى وزير الدفاع موريس سليم المنخرط حتى النخاع في معركة التعطيل التي يقودها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. كما لا بد من الإشارة الى أن معركة تعيين رئيس الاركان لا تثير اهتمامًا دوليًا مشابهًا لعاصفة المطالبة بالتمديد للعماد عون من قبل عواصم القرار العربية والدولية.
في هذه الأجواء، وفيما بقي ملف المؤسسة العسكرية مفتوحًا، وقّع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقّع اليوم المراسيم المتعلقة بترقيات الضباط في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة. كما استقبل النائب طوني فرنجية الذي كان التقى امس وفدا اشتراكيًا عرض لملف التعيينات العسكرية.
بوصعب يستوضح ميقاتي
ليس بعيدا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب الذي قال بعد اللقاء: “التقيت دولة الرئيس بري للمعايدة عشية الأعياد، وللبحث أيضاً في ثلاثة مواضيع أساسية بعد الجلسة التشريعية، ومنها التمني والطلب تأكيداً على الكلام الذي قاله الرئيس بري لي بعد نهاية الجلسة، بأن شغله الشاغل بعد الأعياد إنتخاب رئيس للجمهورية، وأعتقد ان هذا الموضوع سيكون له الأولوية عنده”. وأضاف: “الموضوع الآخر هو ما يحصل في مجلس الوزراء والكلام الذي سمعناه بالامس ونسب لرئيس الحكومة. ان كان هذا صحيحاً كما يقول رئيس الحكومة بأنه يعتبر وزير الدفاع قد انتهى بالنسبة اليه ولا يستطيع التعاون معه، أريد أن اقول للرئيس ميقاتي: من مسؤولية رئيس الحكومة التعاطي مع كافة الوزراء. وزير الدفاع موجود بوزارته وهو عضو بالحكومة مثله مثل رئيس الحكومة، أي اذا إنتهى وزير الدفاع بمهامه في وزارته، هذا معناه أن الحكومة انتهت وانتهى رئيس الحكومة بنفس الطريقة”.
موازنة الجيش
في الاثناء، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل درست فيها موازنة وزارة الدفاع بإداراتها ومؤسساتها. بعد الجلسة تحدث النائب كنعان: “نعرف جميعا الظرف الاستثنائي الذي نمر به، والمستمر منذ سنوات، والذي يتحمل جراءه الجيش اللبناني أعباء على مستويات عدة، إن على صعيد الأفراد، أو المؤسسة لناحية التجهيزات والأدوية والتغذية والمحروقات. وهي مسائل تأثرت سلبا بالانهيار المالي والنقدي الحاصل، ما انعكس سلبا على المؤسسة العزيزة على قلوب كل اللبنانيين”. أضاف “النقاش كان مستفيضا، وقد قدمت قيادة الجيش تصورها لمشروع الموازنة. وجرى نقاش العديد من المسائل مع الزملاء النواب ومع وزارة المال، واتفق على بعض التعديلات على المشروع المقدم من الحكومة، لاسيما في مسائل الطبابة والتجهيزات والأدوية والمحروقات، اذ إن الاعتمادات المخصصة لها لا تصل الى الحد الأدنى المطلوب للقيام بالمهمات الكبيرة الملقاة على عاتق الجيش اللبناني”. وقال: “هناك إجماع لدى لجنة المال والموازنة والكتل التي كانت حاضرة في الجلسة، ضمن الامكانات المتوافرة، على الوقوف الى جانب الجيش ودعمه في المهام الكبيرة الملقاة على عاتقه. وكان هناك تجاوب من وزارة المال في هذه المسألة، لذلك يمكن تأمين أكثر مما هو مقدم في مشروع الموازنة”.
حوافز الموظفين
اقتصاديا ايضا، اعلن ميقاتي “أن الحكومة عازمة على اعطاء الموظفين كل الحوافز المالية، بما يتواءم مع واقع المالية العامة وضرورة الحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار المالي والنقدي”. وقال أمام زواره “لقد كنت مبادرا، وقبل أي مطالبة، الى طرح موضوع إعطاء الحوافز المالية للموظفين والعاملين في القطاع العام، وهذا الموضوع لا تراجع عنه، ونحن في صدد استكمال البحث في طلب المتقاعدين لاجراء المزيد من المشاورات بشأن الزيادة التي تطالهم”.
الى ذلك، وبينما افيد عن إطفاء معمل ديرعمار في منتصف الليل بسبب نفاذ مادة الفيول أويل بانتظار وصول الباخرة في 28 الجاري، أعلنت قيادة الجيش عن تسلمها الشحنة الرابعة من هبة الوقود القطرية التي تهدف هذه إلى دعم الجيش وتمكينه من مواجهة المرحلة الراهنة وتحدياتها المتزايدة.
معارك الجنوب
ميدانيا، خيّمت الأجواء المتوتّرة والحذرة صباحاً على منطقة العمليات في القطاعين الغربي والأوسط، وحلّقت الطائرات المسيّرة الإسرائيليّة فوق بلدتي مجدل زون وشمع. توازيا، شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي صباحا، أكثر من غارة على منطقة حرشية بين عين ابل وبنت جبيل. كما نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية 6 غارات على الحدب والراهب في عيتا الشعب بالتزامن مع قصف مدفعي على تل النحاس وتلة العويضة. وفي ساعات النهار، تعرضت اطراف بليدا الشمالية لقصف مدفعي على بعد امتار من مكان تشييع الشهيد حسن ابراهيم، كما افيد عن قصف مدفعي على مقربة من المنازل في عيترون. وسقطت قذيفتان على أطراف حديقة إيران في مارون الراس.
وطال قصف مدفعي بالقذائف الفوسفورية أطراف حولا، فيما تعرضت اطراف بلدتي يارين ومروحين واطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة لقصف مدفعي مباشر، فيما سجلت سلسلة غارات إسرائيلية على المنطقة المواجهة لمواقعه العسكرية في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا في القطاع الشرقي. واستهدف الجيش الإسرائيلي أيضًا بالقذائف المدفعية، منطقة رأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل ومنطقة رويسة حولا واطراف البلدتين.
وتعرضت اطراف بلدات رامية، بيت ليف وعيتا الشعب لقصف مدفعي، كما طال القصف خراج بلدة كفرشوبا .وقرابة الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم، افيد عن تعرض أطراف بلدة الناقورة لقصف مدفعي اسرائيلي، وايضا عن قصف كثيف طال خراج بلدة كفرشوبا، ورأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل، ومنطقة رويسة حولا وأطراف البلدتين، فيما افادت معلومات عن تعرض سيارة لرصاص قناص إسرائيلي على طريق كفركلا ما أدى لسقوط ضحية.
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه استهدف موقع العباد، وموقع الراهب، ومرابض مدفعية العدو في خربة ماعر.