حصاد اليوم- كولونا تحمل رسالة تحذير جديدة وباسيل “المصدوم” يعدّ لمزيد من خطوات العرقلة

حصاد اليوم- كولونا تحمل رسالة تحذير جديدة وباسيل “المصدوم” يعدّ لمزيد من خطوات العرقلة

الكاتب: beirut 24
18 كانون الأول 2023

بالإضافة الى “الستاتيكو العسكري الخطر” الذي يخيّم على الحدود الجنوبية منذ أيام، ثلاثة عناوين بارزة استدعت الاهتمام محليًا اليوم: زيارة وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا الى بيروت، وجلسة مجلس الوزراء الثلثاء مع ما تحمله أو لا تحمله من تعيين لرئيس أركان الجيش، واستمرار تداعيات تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزيف عون لجهة مباشرة “التيار الوطني الحر” تحرّكه السياسي والقانوني اعتراضا على نتيجة جلسة مجلس النواب الجمعة وما حملته من عزل ل “التيار البرتقالي” عن غالبية اللبنانيين.

فقد وصلت كولونا بعد ظهر اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وانتقلت مباشرة الى عين التينة مستهلة زيارتها بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان. وفيما غادرت كولونا عين التينة دون الإدلاء بتصريح، أفيد انها كررت خلال لقائها الرئيس بري موقف بلادها الداعي إلى تجنيب المنطقة أي صراع، مثنية على التمديد لقائد الجيش، والبحث في امكانية تحريك ملفات سياسية اخرى أولها رئاسة الجمهورية.

كما أفادت مصادر عين التينة الـ”lbci” أن كولونا دعت لبنان إلى طرح افكار لتطبيق القرار 1701 وشددت على انتخاب رئيس للجمهورية كي يكون مرجعا للحوار في هذا الموضوع.  كما افادت مصادر بري الـmtv  بأن كولونا لم تطرح تراجع “حزب الله” باتجاه شمال الليطاني، مشيرة الى أنها لم تحمل أي جديد لناحية تطبيق الـ1701 وسمعت من برّي أنّ المسؤول عن خرق القرار هي إسرائيل.

ميقاتي: الأولوية لوقف العدوان

وعند الرابعة والنصف، التقت كولونا في السراي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي شدّد في خلال الاجتماع على اولوية وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، وتطبيق القرار 1701 نصا وروحا شرط التزام اسرائيل بمندرجاته. أما وزيرة خارجية فرنسا فاكدت انه من الضروري خفض التصعيد على الحدود الجنوبية من الجهتين والتوصل الى آلية لايجاد حل يكون مقدمة لترسيخ الاستقرار الدائم في الجنوب.

لاثارو: الوضع خطير

وفيما افيد ان كولونا لن تلتقي أي رئيس أو مسؤول حزبي خلال زيارتها إلى بيروت، زار قائد قوات “اليونيفل” في لبنان أرولدو لاثارو وزيرة الخارجية الفرنسية في قصر الصنوبر وشرح لها خريطة الحدود الجنوبية ومواقع انتشار “اليونيفل” مع ملخص عن طبيعة ما يحصل على الحدود. واكد لاثارو لبعض الصحافيين قبل لقائه كولونا أن الوضع في جنوب لبنان خطير مع تصاعد التوتر بين “حزب الله” وإسرائيل. وكشف عن أن “حزب الله يستخدم أسلحة بعيدة المدى أكثر فيما تنتهك اسرائيل المجال الجوي اللبناني”، مضيفًا “لكن في الأيام الثلاثة الماضية لاحظنا تراجعا لتبادل النيران”.

كولونا تحذّر الطرفين

وعشية وصولها الى بيروت دعت كولونا الأحد كل الأطراف الى “خفض التصعيد” على الحدود بين إسرائيل ولبنان. وقالت خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب إن “خطر التصعيد يبقى قائماً… وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضاً”، مضيفة “هذه الدعوة الى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع”.

اما وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين فقد رأى أن بإمكان فرنسا أداء “دور مهم” لمنع اندلاع حرب في لبنان”. وقال: “لا بد من إجبار حزب الله على الانسحاب من جنوب لبنان”. وتابع: “هناك فرصة لتفادي الحرب في لبنان، وإذا فشل المجتمع الدولي بإبعاد حزب الله عن الحدود فسنتصرف وحدنا”.

في موازاة ذلك نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، قوله انه “إذا أراد حزب الله التصعيد لمستوى واحد فسوف نرد عليه بخمسة أضعاف درجة التصعيد” وأضاف، “سنعيد المستوطنات في الشمال إلى ما كانت عليه إما عبر اتفاق أو بالقوة”.

جنبلاط يواصل تحرّكه

في الأثناء، تتجه الانظار الى جلسة مجلس الوزراء المؤجلة من يوم الجمعة الماضي الى ما قبل ظهر الثلاثاء للنظر في جدول أعمال مُثقل ببعض البنود الادارية والمالية المختلفة، بعد تجاوز استحقاق تأجيل تسريح قائد الجيش الذي وجد مجلس النواب حلاً له يعصى تقريبًا على أي مراجعة امام المجلس الدستوري. وقالت مصادر وزارية ان الوزراء تلقوا ملحقاً في عطلة نهاية الأسبوع تضمن إضافة 5 بنود على جدول الأعمال الأساسي، وهي لا تتضمن التعيينات العسكرية. وعليه، استبعدت مصادر حكومية أن تتناول الجلسة أي تعيينات في المؤسسة العسكرية لفقدان أي معطيات يمكن أن تؤدي الى تعيين رئيس للأركان وملء الشغور على مستوى أعضاء المجلس العسكري.

في هذه الأجواء، أفادت معلومات أن النائب السابق وليد جنبلاط تواصل مع كلّ من “حزب الله” والرئيس بري ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، مطالباً بتنفيذ ما اتُّفق عليه مع ميقاتي لجهة تعيين رئيس للأركان، ما يفتح الباب أمام معركة التعيينات في المجلس العسكري، وهو بدأ الحديث عنه في الكواليس السياسية، وأعاد الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء، إذ إن جنبلاط يضغط لإجراء التعيينات في المجلس العسكري، ولا سيما تعيين العميد حسان عودة في رئاسة الأركان.

وأشارت المصادر إلى أن “الأنظار ستتجه في الأيام المقبلة الى الاتصالات مع باسيل الذي يرفض أن تقوم هذه الحكومة بأيّ تعيينات، ومن المرجح أن يكون أكثر تصلّباً بعد التمديد لقائد الجيش، والذي اعتبره مؤامرة شارك فيها الجميع ضد التيار”. مع العلم أن معضلة التعيينات في المجلس العسكري، كمعضلة التمديد للقائد، لا يُمكن أن تحصل في الحكومة بمعزل عن وزير الدفاع موريس سليم، وإلا ستكون عرضة أيضاً للطعن. وعليه، بدأ ميقاتي يسمع من بعض القوى السياسية نصائح بضرورة التوصل الى آلية للتوافق مع وزير الدفاع لبتّ هذا الملف.

عشاء فرنجية- عون

ومع ظهور باسيل في موقع المنعزل عن كل الصداقات والعلاقات السابقة، يرجح ان يكرّس ذلك في الخطوة الثانية من تحرك “التيار” عبر تقديم عشرة من نوابه مراجعة طعن بقانون التمديد امام المجلس الدستوري، بعد ان ينشر في الجريدة الرسمية .

قي المقابل برز تطور “رئاسي” تمثل في الكشف عن تلبية رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية دعوة قائد الجيش العماد جوزيف عون الى عشاء هو الأول بينهما. ونقل عن مصادر مقربة من بنشعي ان فرنجية لبى الدعوة لاقتناعه بان عون هو منافسه الوحيد للرئاسة ولايصال رسالة بانه يمكن التنافس ديموقراطيا مع الحفاظ على علاقات جيدة. وأوضحت ان اللقاء الى العشاء تناول كل الملفات ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي والعلاقة المتدهورة مع “التيار الوطني الحر” وقد أراد فرنجية تطبيع العلاقة مع قائد الجيش بعد فترة فتور وهو يدرك ان وصول عون الى الرئاسة رهن قراره بالانسحاب ما ليس مطروحا حاليا، ولكن فرنجية لن يكرر تجربة الرئيس السابق ميشال عون بعرقلته الاستحقاق الرئاسي وتأخيره للوصول الى بعبدا .

إلا أنّ أصداء اللقاء كانت “سلبية جداً” لدى باسيل، على حدّ تعبير مصادر إعلامية في “التيار” قالت إنّ نبأ هذا اللقاء جاء مباشرة بعد تصريح باسيل الأخير الذي وصف قانون التمديد للعماد عون بأنه “مؤامرة”، فضلاً عن أنّ باسيل في موقفه في 12 الجاري ذهب بعيداً في الهجوم على قائد الجيش. وأضافت الأوساط أنّ باسيل في الأساس «يعتبر فرنجية غير مؤهل ليكون رئيساً للجمهورية، فكيف الحال وقد انفتحت خطوط التواصل بين الغريمين اللدودين لرئيس “التيار”؟ وتوقعت أن يحضّر باسيل في الوقت المناسب رداً عالي النبرة على اللقاء.

رعد: عدد الشهداء فاق المئة

ومع استمرار تبادل القصف وإن بشكل محدود على الحدود الجنوبية، أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أنّ عدد الشهداء فاق المئة شهيد حتى الآن من أجل أن كبح جماح عدوان شيطاني تتحمل مسؤوليته بالكامل الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني.