حصاد اليوم- البرلمان يتلقّف كرة النار من السراي ويقرّ رفع سن التقاعد لقادة الأجهزة الأمنية لسنة

حصاد اليوم- البرلمان يتلقّف كرة النار من السراي ويقرّ رفع سن التقاعد لقادة الأجهزة الأمنية لسنة

الكاتب: beirut 24
15 كانون الأول 2023

“حمينا لبنان بآخر نفّس”. جملة قالها النائب سامي الجميّل، بعد إقرار مجلس النواب رفع سن التقاعد لقادة الأجهزة الأمنية، تختصر نتائج معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، بعد سلسلة “مناورات” بين الحكومة ومجلس النواب، وبعد “حرب الإلغاء” التي خاضها “التيار الوطني الحر” على مدى أسابيع ضد قائد الجيش شخصيًا. فقد تلقّف مجلس النواب كرة النار من السراي حيث لم يتأمن النصاب لعقد جلسة لمجلس الوزراء، وكانت المعارضة والمستقلون “أم الصبي” في إنقاذ المؤسسة العسكرية ولبنان من خطر محدق.

فقد اقرّ مجلس النواب، في جلسته التشريعية بعد ظهر اليوم، رفع سن التقاعد لقادة الأجهزة الأمنية برتبة لواء وعماد لمدة سنة واحدة.

واستأنف المجلس قرابة الثالثة من بعد الظهر جلسته التشريعية برئاسة الرئيس نبيه بري الذي قال قبل التصويت على إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى التمديد لرتبة عماد او لواء والمقدم من كتلة “الاعتدال الوطني” الذي تم إقراره: “كل اللبنانيين دون استثناء هم مع الجيش اللبناني وما حدا يزايد على الثاني. نعم الصلاحية كانت للحكومة أولا وثانيا وثالثا ورابعا، والمجلس لا يستطيع سوى القيام بدوره في هذا المجال. قادمون على فترة اعياد وعطل قد تمتد ل 15 يومًا، واذا لم نقم بهذا العمل اليوم نخشى ان ندخل في الفراغ”. بعدها طرح الرئيس بري اقتراح كتلة “الاعتدال” على التصويت فتم اقراره مع اعتراض النائب جهاد الصمد.

“الكتائب” و”تجدّد”

وكان نواب “حزب الله” قد انسحبوا من الجلسة، فدخل النواب سامي الجميل وسليم الصايغ وأشرف ريفي وميشال معوض ووضاح الصادق وأديب عبد المسيح إلى الجلسة التشريعية لتأمين النصاب.

في ردود الفعل، قال رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل بعد الجلسة: “نحن ضد التمديد بالمطلق ولكن عندما لا يكون هناك امكانية للتعيين لا خيار آخر لاستمرارية المؤسسة العسكرية بكل ما تمثل الا تأجيل تسريح القائد”.

اضاف: “كان يجب على الحكومة أن تقوم بالواجب، ولكن كما عطّلوا الرئاسة عطّلوا مجلس الوزراء وطارت جلسة اليوم وأصبح الامن القومي بخطر، لذلك قمنا باستثناء كبير وأتينا الى الجلسة لمنع الفراغ في مؤسسة الجيش وتأمين حماية الامن القومي”. تابع: اليوم أعتبر أننا حمينا لبنان بآخر نفَس.. ولو كان جبران باسيل حريصًا على المؤسسة العسكرية لكان أمّن استمرارية المؤسسة عبر تأجيل التسريح عبر وزير الدفاع”.

عدوان: معركة المعارضة

من جهته، قال عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب جورج عدوان من مجلس النواب: “هذه المعركة لم تخضها “القوات” فقط بل خاضتها كل المعارضة للحفاظ على لبنان باكمله”.

أما أمين سر كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن فاعتبر أنه “رغم أهمية ما جرى اليوم بخصوص التمديد لقادة الاجهزة الامنية لكنه يبقى ناقصا على أن يُستكمل في جلسة مجلس الوزراء المقبلة مع تعيين رئيس أركان ومجلس عسكري”.

وبينما اعتبر النائب ميشال معوض أن “ما فعلناه اليوم هو إنقاذ لبنان من الاسوأ وانطلاقا من تحمل مسؤولياتنا ومعرفتنا ماذا يعني لبنان من دون جيش”، قال النائب وضّاح الصادق: “أوليتنا هي انتخاب رئيس للجمهورية ونرفض التشريع في ظل غيابه ولكن البلد لا يحتمل أي اهتزاز ولذلك أمّنا النصاب في الجلسة حفاظًا على المؤسسة العسكرية وحماية للبنان”.

واقر المجلس أيضًا اليوم إقتراح قانون الإيجارات للأماكن غير السكنية بعد التصويت عليه مادة مادة. ورد إقتراح القانون الرامي إلى استقلال القضاء العدلي وشفافيته بناء لطلب رئيس الحكومة، وأعاد إقتراح القانون الرامي إلى تعديل أحكام المواد من 3 إلى 8 من “قانون النقد والتسليف وإنشاء المصرف المركزي” المقدم من النائب زياد الحواط الى اللجان لمزيد من الدرس.

لا نصاب في السراي

أما مجلس الوزراء الذي كان مقرّرًا عقده ظهرًا في السراي فلم يلتئم لعدم اكتمال النصاب. وأصدرت الأمانة العامة بيانا أعلنت فيه انه “بسبب تعذر حضور العدد المطلوب من السادة الوزراء لتأمين النصاب القانوني المطلوب لانعقاد جلسة مجلس الوزراء، قرر السيد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة اليوم في الساعة 12:30 إلى الساعة  9:30 من صباح نهار الثلثاء المقبل الواقع فيه 2023/12/19. وحال الاعتصام الذي نفذه العسكريون المتقاعدون وقطعهم الطرق، في محيط السراي دون وصول الوزراء بسهولة اليه، فيما عقد لقاء تشاوري للوزراء الذين تمكنوا من الوصول اما سيرا على الاقدام او على الدراجات النارية.

وكان حضر الى السراي كل من: نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، ووزراء المال يوسف الخليل، الصحة فراس الابيض، الأشغال العامة والنقل علي حميه، الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا رياشي، البيئة ناصر ياسين، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، العمل مصطفى بيرم، الاتصالات جوني قرم، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، الإعلام زياد مكاري والسياحة وليد نصار.

الحرب في الجنوب

 ميدانيا، وعشية وصول وزيرة الدفاع الفرنسية كاترين كولونا الى بيروت في الساعات المقبلة للحث على تطبيق القرار 1701، قال وزير الدفاع الإسرائيلي “إن لم يُبعد العالم “حزب الله” عن حدودنا فسنفعل نحن ذلك”.

وكان تعرض وادي قطمون في خراج بلدة رميش لقصف مدفعي اسرائيلي صباح اليوم. كما استهدف القصف الاسرائيلي أطراف اللبونة والضهيرة وعلما الشعب، بالاضافة الى بلدة كفركلا وتلة “العويضة” في أطراف بلدة الطيبة. وتعرضت تلة حمامص في سردا وبلدتي طيرحرفا ويارين لقصف مدفعي. واستهدف القصف المدفعي بالقذائف الفوسفورية منطقة اللبونة وخراج الناقورة. كما تعرضت اطراف علما الشعب  لقصف مدفعي، فيما انفجر صاروخ اعتراضي اسرائيلي في أجواء دبل وحانين. واستهدفت مسيّرة منزلاً في بلدة يارين الحدودية. وتوجهت سيارات الاسعاف الى المنطقة، حيث سقط  جرحى جراء استهداف المنزل ونقلوا الى صور للمعالجة. كما استهدف القصف الضهيرة، وسمع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع. وطاول القصف المدفعي الاسرائيلي اطراف حولا، فيما تعرضت الاطراف الشرقية لبلدة محيبيب لقصف مدفعي. وأطلق الجيش الاسرائيلي صباحا، من مواقعه في اللبونة ورأس الناقورة عددا من القذائف الحارقة لاشعال النار في ما تبقى من أشجار في جرود بلدتي الناقورة وعلما الشعب.

عمليات ومناشير

في المقابل، اعلن “حزب الله” عن استهداف نقطة ‏الجرداح بصواريخ “بركان” وتمّت إصابتها إصابة مباشرة، بالإضافة الى استهداف قوة إسرائيليّة أثناء دخولها إلى مقر قيادة كتيبة الاستخبارات في ثكنة ميتات، وموقع ‏بياض بليدا.

 الى ذلك، ألقى الطيران الإسرائيلي مناشير فوق مناطق جنوبيّة، توجّه فيها الى سكّان الجنوب. وأكد شهود عيان في كفرشوبا و كفرحمام، أن مسيّرة إسرائيلية ألقت مناشير، صباح اليوم، تحذرهم من أن “حزب الله يتسلل إلى بيوتكم وأراضيكم الطاهرة ومحيط عملكم ورزقكم للعمل ضد دولة إسرائيل”.