حصاد اليوم- الأنظار مشدودة إلى البرلمان الخميس وإلا إلى جلسة مجلس الوزراء الجمعة

حصاد اليوم- الأنظار مشدودة إلى البرلمان الخميس وإلا إلى جلسة مجلس الوزراء الجمعة

الكاتب: beirut 24
13 كانون الأول 2023

قبل أقل من 24 ساعة من موعد انعقاد جلسة مجلس النواب الخميس، نجحت السلطة في زرع بذور “خلاف تكتيكي”، حتى الآن، في صفوف المعارضة، وتحديدًا بين قطبَيها المسيحيين سمير جعجع وسامي الجميل، لجهة تأكيد الاول وجود مؤامرة لإجهاض التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون في الحكومة، فيما طالب الثاني بأن يحصل التمديد في مجلس الوزراء وليس في مجلس النواب. تزامنًا، وفي ما يشبه التأكيد على صوابيّة تعاطي “القوات اللبنانية” مع الملف، جاءت دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم الى جلسة لمجلس الوزراء بعد ظهر يوم الجمعة المقبل، ستطرح فيها قضية تأجيل تسريح العماد عون.

وبالتزامن مع دعوة ميقاتي الى جلسة وزارية تعقد الساعة 12.30 من بعد ظهر الجمعة في السراي، وقّع وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم مراسيم ترقية الضباط اعتبارا من 1/1/2024 وذلك للدفعة الأولى من العام 2024 من الرتب كافة. وقد أحيلت إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وفقاً للأصول. كما وقّع وزير الدفاع جداول القيد للضباط من رتبة ملازم اول الى رتبة عميد وأعيدت الى قيادة الجيش لإجراء المقتضى.

الجميّل: فرصة للحكومة

بالعودة الى التجاذبات في صفوف المعارضة،، تطرّق رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل الى موضوع الشغور في قيادة الجيش، فشدد على ان الجيش هو الأساس في الحفاظ على لبنان ووحدته واستقراره، وفي هذه الظروف لا مجال لتعيين قائد جديد لانه بالعرف هذا الأمر من صلاحيات رئيس الجمهورية، كما ان لا خيار آخر غير تأجيل تسريحه والموضوع مبدئي لا علاقة له بالاشخاص انما بمصلحة لبنان وصلاحيات رئيس الجمهورية واستمرارية المرفق العام. وأكد الجميّل أن تأجيل تسريح قائد الجيش هو الخيار الوحيد المتاح أمامنا وكل الخيارات الأخرى غير دستورية وهروب من المسؤولية. وأشار الى أن الجهة الصالحة لتأجيل التسريح هي مجلس الوزراء عبر وزير الدفاع الذي إذا تلكّأ يمكن للمجلس ان يقوم عنه بهذه المهمة. وقال الجميّل “ان الطريق الأسرع والدستورية لحل ملف قيادة الجيش هي عبر مجلس الوزراء وهو المسار الذي تبنيناه منذ اليوم الاول، وانطلاقا من هذا الخيار سمعنا بالأمس ان هناك دعوة لمجلس الوزراء الجمعة ونتمنى ان يحصل التمديد في الحكومة كي تسير الامور بالسكة الصحيحة والاطر الدستورية”. أضاف: “اذا لم يحصل التمديد صباح الجمعة داخل الحكومة سنكون أمام خيار خطير اي الفراغ في قيادة الجيش وعندها لكل حادث حديث وسننتقل الى خيارات أخرى وتكون كل الاحتمالات مفتوحة أمامنا حفاظا على هذه المؤسسة”.

جعجع: ذاهبون الى مجلس النواب

من جهته، أكد جعجع “أهمية دور الجيش، خصوصا بعد 7 تشرين الأول”، مستغربا “لماذا البعض يريد تغيير قائد الجيش الآن”. ولفت جعجع إلى أن “دور الجيش محوري وحساس جدا”، وقال: “رغم كل ما حصل في 17 تشرين قام بكل ما يلزم للمحافظة على الأمن”. واعتبر أن “محور الممانعة يعتمد على قمع الناس، ومثال على ذلك ما حصل في سوريا وإيران خلال الثورة”، وقال: “كلنا نعلم ما حصل سابقا خلال فترة الوصاية السورية في لبنان، فهذا المحور منذ ثورة الاستقلال في عام 2005 لم يرفع عينه عن قيادة الجيش”. وأشار إلى أن “حكومة تصريف الأعمال تابعة لمحور الممانعة وستتلاعب بقيادة الجيش، كما يحلو لها وتريد تحويل القيادة إلى بوليس سري”، وقال: “لذلك، نحن مهتمون بقيادة الجيش”.

أضاف: “نحن مصرون على التمديد للعماد عون لأننا نعلم، أنه رغم الانهيار في الدولة، استطاع تأمين الحد الأدنى لتسيير شؤون الجيش”. وتابع: “رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إلى جلسة للتمديد، وكل هذا من تدبير محور الممانعة لعرقلة التمديد لقائد الجيش”. وأردف: “نحن ننظر للدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل بشكل مريب، فالتمديد في هذه الجلسة لقائد الجيش سيؤدي بنسبة كبيرة إلى الطعن به”. واعتبر أن “هناك مؤامرة ضد التمديد لقائد الجيش يقودها رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل “مصيبة الجمهورية”، والوحيد القادر على إيقاف هذه المؤامرة هو ميقاتي”. أضاف: “نحن ضد التشريع في ظل غياب رئيس الجمهورية، ولكن هناك استثناءات في ظل الظروف القصوى مثل الظروف التي نمر بها اليوم، التي تفرض علينا الذهاب إلى مجلس النواب للتمديد لقائد الجيش”.

معوّض: ورقة الجنوب

في المواقف أيضًا، رأى النائب ميشال معوّض بعد اجتماع لكتلة “تجدّد” أن “المعركة ليست معركة أشخاص، بل هي لحماية الجيش من الفراغ ومنع ضرب المؤسسة العسكرية”. وقال: “يريدون ضرب الجيش للإمساك بورقة الجنوب”. وأشار إلى أن “الحكومة غير قادرة على التعيين في غياب رئيس الجمهورية”. أضاف: “نريد الحفاظ على ما تبقى من دولة لتطبيق الدستور”.

الوضع في الجنوب

في الميدان الجنوبي، أفاد مندوب “الوكالة الوطنية للإعلام” في صور باستشهاد شخصين وجرح آخر خلال استهداف الطيران المعادي مساء اليوم منزلا في بلدة ياطر وتدميره. وكان الجيش الإسرائيلي قد مشط بالرشاشات من موقع البياض، صباح اليوم، الاطراف الشرقية لبلدة بليدا. وقرابة السادسة والنصف صباحاً، أطلق الجيش الإسرائيلي من مواقعه المحاذية لبلدة عيتا الشعب رشقات ناريّة من أسلحة ثقيلة في اتّجاه الأودية المجاورة المتاخمة للخط الأزرق في أطراف بلدة طربيخا اللبنانية. كما شن الطيران الاسرائيلي غارة على بلدة محيبيب حيث سقطت قذيفة بين المنازل من دون وقوع اصابات. واستهدف القصف مارون الراس وعيترون وجبل الباط. وشن الطيران الاسرائيلي غارتين على حامول واللبونة، في منطقة الناقورة وعلى مروحين و اطراف بلدة البستان. كما شن غارة من طائرة مسيرة على احد المنازل في بلدة بليدا.

من جانبه، اعلن “حزب الله” استهداف موقع المالكية الإسرائيلي بصاروخ “بركان” وإصابته إصابة مباشرة. واستهدف ايضا موقع راميا، بالإضافة الى الموقع البحري في رأس الناقورة. ونعى “الحزب” الشهيد محمد علي بسام شيت “أمير” من بلدة كفركلا، والشهيد علي موسى بركات “جواد” من بلدة زبقين، والشهيد صالح مصطفى مصطفى “أبو علي فلاح” من بلدة بيت ليف في جنوب لبنان.

وكانت تسببت غارة إسرائيلية ليل أمس بمقتل شخص وتدمير مبنى في كفركلا كليًّا وألحقت أضراراً كبيرة بالمباني المجاورة، وعملت فرق الإنقاذ على رفع الأنقاض حتى ساعات الصباح الأولى.

الالتزام بالقرار 1701

ليس بعيدًا، رأس رئيس المجلس نبيه بري اجتماعا لكتلة “التنمية والتحرير”، دعت اثره الكتلة “الحكومة والوزارات المعنية الى تحمل مسؤولياتها السياسية والخدمية والصحية، ومن دون تلكؤ، لجهة توفير كل مستلزمات الصمود للأهالي وللنازحين في أماكن إقامتهم، ومخاطبة المجتمع الدولي لإلزام الكيان الاسرائيلي لوقف تهديداته وعدوانه على لبنان وعلى سيادته براً وبحراً وجواً، ووقف إنتهاكه لمندرجات القرار 1701 والذي نؤكد على التزام لبنان به ورفضه أي محاوله لتعديله تحت أي ذريعة من الذرائع”.

ملف النازحين

 وسط هذه الاجواء، أطلق ميقاتي من المنتدى العالمي للاجئين في سويسرا نداء الى العالم “أن نتشارك واياكم تحدي معالجة النزوح السوري، وأن تضعوا هذا الامر في سلم الاولويات، لاننا بتنا على شفير الانهيار الكلي”، معلنا “لن نبقى مكتوفي الايدي ونتلقى الازمات المتتالية وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا وسنحصن أنفسنا لاننا أصحاب الحق أولا واخيرا في العيش بوطننا بعزة وكرامة”.