حصاد اليوم- إضراب عام تضامنًا مع غزة وجلسة تشريعية الخميس للتمديد لعون

حصاد اليوم- إضراب عام تضامنًا مع غزة وجلسة تشريعية الخميس للتمديد لعون

الكاتب: beirut 24
11 كانون الأول 2023

الاضراب الذي شل اليوم القطاع العام والادارات الرسمية والمدارس والجامعات والمصارف، كما الحركة في معظم المناطق اللبنانية تضامنا مع اهل غزة والجنوب اللبناني، لم يشمل جبهات الجنوب التي ظلت على اشتعالها، كما لم يشمل مجلس النواب الذي دعا رئيسه نبيه بري بعد اجتماع لهيئة مكتب المجلس الى جلسة تشريعية لدرس المشاريع واقتراحات القوانين المنجزة من اللجان في الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس المقبل. وافيد ان جدول اعمال الجلسة التشريعية لم ينته اعداده بعد، وقد تضاف اليه اقتراحات قوانين في جلسة اللجان المشتركة غدا، فيما لم يعد خافيًا أن ملف قيادة الجيش الذي بات يشكل الهمّ السياسي الأول كان المحرّك والدافع الأساس لعقد هذه الجلسة.

وبعد اجتماع هيئة مكتب المجلس اليوم، قال نائب رئيس المجلس الياس بوصعب: 16 من مشاريع القوانين المنجزة من اللجان النيابية وعدد من القوانين المعجلة المكررة التي سيتم دمج بعضها ستكون على جدول اعمال الجلسة التشريعية. اضاف: لا احد يريد استدراج احد في الجلسة التشريعية، وشخصيا لا أتمنى التمديد لقائد الجيش. وتابع: قد يكون هناك حل في الحكومة لقيادة الجيش، وبأي حال يجب ان نأخذ بعين الاعتبار الطعون التي قد تحصل ونأمل بحل قانوني من مجلس الوزراء. واعلن ان “القانون المقر على قياس شخص سيخضع للطعون، وسمعت من بري ان هناك جهدا يبذل لايجاد أفضل حل”.

إلا أن مصادر معنيّة بالملف علقت على كلام بوصعب عن امكانية الحل في الحكومة بالقول إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موجود في سويسرا حيث يشارك في مؤتمر خاص بالنازحين السوريين ولن يعود الى بيروت قبل الخميس المقبل.

في الغضون، تستمر الاتصالات في الكواليس لبلورة موقف “حزب الله” من التمديد المفترض لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وايضا لتحديد شكل وطبيعة مشاركة القوى المعارضة للتشريع في ظل غياب رئيس للجمهورية، في الجلسة التشريعية العتيدة.

 المصالح الشخصية

في المواقف، كتبت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائبة غادة أيّوب على منصّة “أكس”: يريدون لبنان “جبهة مساندة” فيما بلداتنا تقصف في عمق الجنوب، ويساندهم حليفهم في التفاهم بضرب المؤسسة العسكرية عبر عرقلة التمديد لقائد الجيش غير أبهٍ سوى بمصالحه الشخصية على حساب شعب لا يريد سلاحا على اراضيه سوى سلاح من شعاره شرف-تضحية-وفاء.

بدوره شدد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب سعيد الاسمر على أن “القرار 1701 الذي وافق عليه حزب الله في وقت كان بحاجة اليه لإبعاد شبح الحرب عنه، لم يطبقه. ونحن كقوات لبنانية نريد ان يطبق القرار تحت رعاية الامم المتحدة وان ينتشر الجيش اللبناني على كامل الاراضي اللبنانية ومعه كامل التجهيزات لينتشر، ونحن مستعدون للمساعدة ونقول نعم لترسيم الحدود”. وعن التمديد لقائد الجيش قال: “لو كان قائد الجيش يأتمر من التيار الوطني الحر لكانوا أول من طالب بالتمديد له لانهم لا يريدون بناء دولة بل يريدون موظفين لديهم. نحن ضد التشريع بغياب رئيس للجمهورية ولكننا بحالة استثنائية، ومصلحة الدولة فوق كلّ اعتبار وسنذهب طبعا الى الجلسة التشريعية”.

جبهة الجنوب

في التطورات الميدانية، لا يُنبئ المشهد على الجبهة الجنوبية بخفض التصعيد اليوم، بعد ساعات خطرة عاشها الجنوبيون بالأمس مع قصف إسرائيلي عنيف دمّر منازل في بلدات عديدة وحيّاً سكنيّاً بأكمله في عيترون، تزامناً مع تكثيف “حزب الله” عمليّاته العسكرية ضدّ المواقع الإسرائيلية الحدودية. وفي ابرز تطورات الجبهة اليوم، افيد بعد الظهر عن إستشهاد مختار بلدة الطيبة الجنوبية حسين منصور جراء قذيفة معادية استهدفت أطراف البلدة.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، دوّت صفارات الإنذار في منطقتَي الجليل الغربي والأعلى، قبل أن يُعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض 8 صواريخ أطلقت من لبنان نحو منطقة الجليل الغربي. وقصف الجيش الإسرائيلي مواقع عديدة في جنوب لبنان عقب إطلاق الصواريخ، واستهدف اطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب وجبل اللبونة في القطاع الغربي. واغار الطيران الحربي الاسرائيلي على اطراف جبل الريحان في منطقة جزين. ايضا، استهدف قصف مدفعي إسرائيلي وسط كفرحمام وإصيب منزل بأضرار مادية. واستهدف الجيش الإسرائيلي سهل مرجعيون وتلة العويضة وأطراف بلدتي كفركلا ودير ميماس. وأفيد عن سقوط مسيرة صغيرة في محيط جديدة مرجعيون قرب السرايا بسبب عطل فني. ايضا، اطلقت دبابة اسرائيلية عددا من القذائف باتجاه المياه الاقليمية اللبنانية مقابل رأس الناقورة بالتزامن مع اطلاق النار من رشاشات متوسطة على المنطقة البحرية نفسها. بعد الظهر، تجدد القصف الإسرائيلي لاطراف بلدات كفركلا ودير ميماس ويارون بالتزامن مع إلقاء قنابل فوسفورية بين بلدتيّ الضهيرة ويارين. كما سجل انفجار 5 صواريخ اعتراضية اطلقها الجيش الإسرائيلي في أجواء حولا وميس الجبل وعيترون. وشنت المقاتلات الحربية المعادية، قرابة الحادية عشرة والربع من صباح اليوم غارة جوية استهدفت احراج خلة خازم في الطرف الشرقي لمنطقة الريحان بصاروخ جو- ارض.

عمليات “الحزب”

في المقابل، اطلقت “المقاومة الاسلامية” 6 صواريخ من محلة الخريبة، باتجاه موقعي الرمثا والسماقة في مزارع شبعا المحتلة، ورد الجيش الاسرائيلي على بقصف اطراف بلدتي الهبارية والفرديس. كما اعلن “حزب الله” انه استهدف تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع السّماقة في مزارع شبعا.

في المقابل، اشار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الى ان “حزب الله يفهم جيدا أنه إذا تجرأ فسيكون التالي وسنسوي بيروت ولبنان بالأرض”.

شينكر يحذّر

في مجال آخر، حذّر مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السابق ديفيد شينكر من “اتفاق وقف إطلاق نار سيّئ في غزة يبقي على قوة حماس”، ودعا إلى “تعلّم الدرس من حرب تموز 2006 في لبنان حيث أنّ قرار مجلس الأمن رقم 1701 لإنهاء الحرب في لبنان ضمِن اندلاع حريق آخر أكثر تدميراً بين إسرائيل والحزب في المستقبل”.

شينكر كتب مقالاً في مجلة  “ناشيونال إنترست” قال فيه إنه “بعد اقرار القرار 1701 استغرق الحزب خمس سنوات لإعادة بناء نفسه. ومنذ ذلك الحين، قام بتحديث ترسانته بشكل كبير. واليوم، لم يعُد التهديد على طول الحدود الشمالية لإسرائيل إلى الوضع الراهن الذي كان عليه في عام 2006، بل إنّه أسوأ بكثير”.

ويخلص شينكر إلى أنّ “حماس أصبحت مشكلة استراتيجية لإسرائيل. وفي غياب نكسة حاسمة لحماس في هذه الحرب، فسوف تخرج الحركة، مثل الحزب في عام 2006، “بانتصار إلهي”، وستعود غزة إلى وضع 6 أكتوبر، مع عواقب وخيمة على الموقف الرادع لإسرائيل وأزمة ثقة في إسرائيل بسبب عجز الدولة عن الدفاع عن شعبها”.