حصاد اليوم- التمديد للقائد ينتظر محطته الأولى الإثنين وإسرائيل تستهدف مجددًا مركزًا للجيش في عين إبل

لا يزال الوضع الميداني المتدحرج جنوبًا والذي بات ينذر بعواقب كارثية يتصدّر اهتمامات اللبنانيين، في ظل أجواء المراوحة السلبية في الملف الرئاسي، ووسط ترقب اجتماع هيئة مجلس النواب الاثنين المقبل علّه يكون المدخل الى حسم ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون. وقبل أيام قليلة من جلسة الاثنين التي ستعدّ لجلسة تشريعية يكون ملف قيادة الجيش بالتأكيد على جدول اعمالها، توالت المواقف السياسية، فيما لا يزال موقف “حزب الله” المحرَج على حاله من الغموض.

 في السياق، رأى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب جيمي جبور، أنّ “التمديد لقائد الجيش غير متاح في مجلس الوزراء، والكرة بملعب رئيس مجلس النواب نبيه بري”. ولفت إلى أنّ “الجيش قادر على إنشاء قيادة جديدة وهناك مجموعة من القوى السياسية من ضمنها “القوات اللبنانية” إنقلبت على الموقف، واليوم السؤال الكبير هو لماذا هذا الإنقلاب”. إلى ذلك، اعتبر جبور أنّ “ملف النازحين يشكل خطرًا وجوديًا على لبنان، وعلى قائد الجيش أن ينطلق من هذه الفكرة في هذا الموضوع”.

الأمن القومي أولوية

في المقابل، أشار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم إلى أنه بالنسبة إلى “القوات اللبنانية، فإن الأمن القومي أساسي وأولوية وهو يرتفع فوق كل الحسابات الأخرى”، مشددا على أن “السياسة المعتمدة من “القوات” هي سياسة مبدأ وأتت عدم مشاركتها في الاجتماعات التشريعية من منطلق أنه بغياب رئيس الجمهورية يجب ألا يكون هناك جلسات تشريعية”. وقال: “عندما يصل الموضوع إلى الأمن القومي والخطر على حياة الناس والسلم الأهلي لن نتوانى عن القيام بما يلزم”. أضاف: عندما زرنا الرئيس بري وطلبنا منه الدعوة إلى جلسة على جدول أعمالها فقط اقتراح قانون معجل مكرر للتمديد لقائد الجيش لمدة سنة كان جوابه واضحا، أنا لا يمكنني الدعوة إلى جلسة فقط لهذا الإقتراح لدي مكتب يقرر جدول الأعمال. ونحن قلنا له عندما يجهز جدول الأعمال سندرسه ونبحثه في التكتل”. وأكد كرم ان “هناك توجّها لعقد هذه الجلسة والتشريع للتمديد لقائد الجيش“.

 الى ذلك، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، مدير المخابرات العميد انطوان قهوجي، وتطرّقت المحادثات الى وضع المؤسسة العسكرية.

ميدان الجنوب

في التطورات الميدانية، استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي قبل ظهر اليوم، الأطراف الشرقية بين بلدتي شيحين وزبقين وأطراف بلدة الجبين، بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي. كما تعرضت اطراف بلدتي حولا ومركبا لقصف مدفعي. واستهدف القصف المدفعي ايضا وادي البياض وأطراف بلدات حولا ومركبا وبليدا، اضافة الى محيط عيتا الشعب ورامية. وتعرضت أطراف بلدة الخيام وبلدة العديسة لقصف مدفعي إسرائيلي. كما أغارت مسيرة معادية على تلة الحمامص في سردا. وتعرضت أطراف بلدتي بليدا وعيترون لقصف مدفعي من مواقع الجيش الاسرائيلي المقابلة. وأصيب المواطن مسعود عبدالله من بلدة راشيا الفخار بجروح جراء استهداف الجيش الاسرائيلي مدخل البلدة بقذيفة مدفعية.

في المقابل، اعلن “حزب الله” في بيانات متلاحقة استهداف موقع ‏مسكاف عام، ومربض خربة ماعر، وموقع الراهب، وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة، فردت مدفعية الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي عنيف ومركز على عيتا الشعب. واطلق الجيش الاسرائيلي قذائف مدفعية باتجاه الفرديس بالتزامن مع اطلاق رشقة صواريخ من راشيا الفخار.  ونعت “المقاومة الإسلامية” اليوم الشهيد أحمد حسين علي أحمد “أبو عباس” من بلدة الناصرية في البقاع.

وافيد عن قصف مدفعي عنيف تعرضت له معظم المناطق الحدودية في القطاع الغربي، وقد اصيب شخص بجروح تتيجة القصف المعادي لبلدة البستان. كما سجل قصف بالقذائف الفوسفورية طال بلدة رميش والقطاع الاوسط، وافيد عن قصف عنيف جدا على أطراف بلدة مجدل سلم، وادي المغارة ووادي السلوقي، تزامن مع  انفجار ناجم عن صاروخ اعتراضي ل”القبة الحديدية” في سماء بلدة حولا. وطال القصف الاسرائيلي  وادي حسن في خراج بلدة شيحين وأطراف مروحين وجبل بلاط ووادي قطمون في خراج بلدة رميش. وعصرا، سجل قصف مدفعي اسرئيلي على أطراف بلدتي بني حيان ومجدل، ترافق مع تحليق مكثف لمروحيات ومسيرات إسرائيلية فوق البلدات الحدودية.

استهداف مركز للجيش

الى ذلك، اعلن الجيش اللبناني عصر اليوم عبر منصة “اكس” انه “بتاريخ 2023/12/8، تعرض المركز الاستشفائي التابع له في بلدة عين إبل – الجنوب لقصف من قبل العدو الإسرائيلي ما أدى إلى أضرار مادية دون وقوع إصابات.” وتزامنا افيد عن إستهداف القوات الإسرائيلية، موقع الجدار التابع للجيش لجهة رميش، بقذيفتين فوسفوريتين، ما أدى إلى إصابة عنصرين بحال إختناق نتيجة تنشق الفوسفور.

القائد يزور الجرحى

وسط هذه الاجواء، زار العماد عون العسكريين الجرحى الذين أصيبوا نتيجة استهداف مركز للجيش في العديسة من قبل العدو الإسرائيلي بتاريخ 5 / 12 / 2023، واطّلع على وضعهم الصحي مشيدًا باندفاعهم وتضحياتهم لأداء مهمتهم، ومتمنيًا لهم الشفاء العاجل.

تداعيات تقرير “رويترز”

 وتفاعل اليوم تقرير “رويترز” الذي حمّل الجيش الاسرائيلي مسؤولية قتل الصحافي المصوّر الشهيد عصام عبدالله. فقد ردّ الجيش الإسرائيلي على التقرير بالقول إن “حادث مقتل الصحافيين قيد المراجعة حالياً، و”حزب الله” شن هجوماً في 13 تشرين الأول على أهداف عدة داخل إسرائيل على طول الحدود مع لبنان.”

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه “لا تزال هناك فجوة بين نية إسرائيل حماية المدنيين والنتائج على الأرض في غزة”. وذكر بلينكن خلال مؤتمر صحافي في واشنطن عقب اجتماعه مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، أنه “يظل من الضروري أن تعطي إسرائيل الأولوية لحماية المدنيين”. واكد أن من “المهم إجراء تحقيق كامل ومعمّق” في القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل عصام عبدالله وإصابة ستة آخرين في 13 تشرين الأول في جنوب لبنان. وعند سؤاله حول هذا الموضوع ، قال: “أعتقد أن إسرائيل بدأت مثل هذا التحقيق وسيكون من المهم أن نرى نجاح هذا التحقيق ومعرفة النتائج“.