حصاد اليوم- بري يشغّل محركات التمديد لعون وواشنطن وباريس قلقتان من التصعيد جنوبًا
أدار رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم محركات التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، بعدما تأكد أن الحكومة التي يمسك بزمام تعطيلها “التيار الوطني الحر” لن تكون قادرة على أداء هذه المهمة. وجاءت أولى بوادر تمهيد الطريق أمام التمديد لعون عبر توجيه بري دعوة الى هيئة مكتب مجلس النواب للاجتماع يوم الاثنين المقبل، وسط ترقب لمواقف الكتل النيابية، لا سيما المعارضة، في شأن مشاركتها او عدمها في جلسة سيدعو اليها بري منتصف الشهر الجاري، متضمنة اقتراحات التمديد لقائد الجيش.
وفي إطار مساعيه لإنضاح “طبخة التمديد”، استقبل بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من اللقاء. وتحدث النائب أكرم شهيب بعد اللقاء قائلاً: “من موقعنا سعينا ونسعى لأن لا تترك التجاذبات السياسية والمصالح الشخصية الضيقة تأثيرها على الهيكلية القيادية للمؤسسة العسكرية، فالجيش كان ولا يزال الضامن لأمن البلد ولما هو آتٍ من مخاطر نتيجة الهمجية الإسرائيلية إن في غزة أو في الضفة أو في جنوب لبنان”. أضاف: “وفي ملف الرئاسة نحن والرئيس بري وكثر نؤمن بأن الحوار هو الطريق الاقصر والكفيل وحده بانتاج رئيس للجمهورية ولإعادة تفعيل عمل المؤسسات حفظاً للأمن وحماية لما تبقى من مواقع منتجة في هذا البلد”.
الراعي: نريد السلام
وسط هذه الاجواء، اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن “الحرب المدمّرة غير محصورة في غزّة ونخاف من امتدادها، وما نراه لا يخضع لأي شرعة دولية أو إنسانية ونحن نريد السلام”. وأضاف الراعي خلال زيارته مطرانية صور المارونية، في إطار جولة تضامنيّة مع الجنوب: “السلام عطية إلهية والمنطقة تدفع ثمن حرب ضروس ليس فيها أي احترام لحقوق شعب وسنزور المراجع الإسلامية والمسيحية في المدينة كي نقول للجنوبيين نحن معكم وإلى جانبكم”. وتابع: “القرى الجنوبيّة تعيش تبعات الحرب على غزّة وجئنا لنوجّه تحيّة إلى كلّ أبناء البلدات من دون استثناء، وكنا نتمنّى زيارة مختلف البلدات لكنّ الأوضاع لا تسمح بذلك”. وأردف: “علينا أن نعمل من اجل القضية الفلسطينية التي عمرها 75 سنة، ونعلن أننا بثقافتنا الروحية واللبنانية لا نرضى أن تشطب هذه القضية بلحظة سريعة بل نسعى للسلام الدائم”. وختم الراعي: “حل الدولتين هو المطلوب وهو الذي يحقق السلام وسنعمل على أن نكون صانعي السلام”.
حاصباني: المخاطر كبيرة
في المواقف، أكد عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني بعد لقائه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده “أن لبنان يتعرض لمخاطر كبيرة. إضافة إلى المخاطر الاقتصادية والاجتماعية نتعرّض لمخاطر عسكرية ومخاطر توسّع رقعة حروب تشمل لبنان وتتوسع في المنطقة. لذلك ضبط الوضع العسكري والأمني أمر ضروري بدءا باستقرار المؤسسة العسكرية، آملين أن يكون هناك جلسة في أقرب وقت ممكن للبتّ بموضوع تمديد تقاعد رتبة عماد كي يستمرّ الاستقرار في الجيش اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة جدا جدا، ولكي نعود وبشكل سريع لننطلق بموضوع رئاسة الجمهورية الذي هو أيضا أمر ضروري وملحّ لعودة الاستقرار إلى لبنان والانتظام لعمل الدولة”.
وتابع: “لم يعد بإمكاننا أن نحمل مزايدات سياسية من أحد، لم يعد بإمكاننا أن نحمل عرقلة سياسية من أحد، علينا أن نقف مسؤولين أمام الشعب اللبناني وأن نقدّم ما هو مطلوب دستورياً لانتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت ممكن من دون المسّ باستقرار الجيش اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة جدا”.
قصف متبادل
وبخلاف الشمعة التي أضيئت في نفق السياسة المظلم، يتجه المشهد الامني نحو مزيد من الضبابية في ظل التصعيد اليومي للعمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، ما رفع منسوب التحذيرات المحلية والخارجية من مغبة تدهوره دراماتيكيا.
في التطورات الميدانية، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات متلاحقة عن استهداف موقع بياض بليدا، وتجمع لجنود الاحتلال الاسرائيلي في خلة وردة، وموقع المرج وحرج راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة)، وموقع حدب البستان، وتجمع لجنود الإحتلال الإسرائيلي في محيط ثكنة ميتات. كما نعى الحزب الشّهيد المجاهد مصطفى علي درويش “مجتبى”، من بلدة المجادل في الجنوب، والشهيد حاتم علي جعفر والشهيد عماد محمد الرشعيني من مدينة الهرمل في البقاع.
وكانت أطراف حولا ومركبا وأطراف بلدات علما الشعب وطيرحرفا والضهيرة وأطراف مجدل سلم قد تعرضت لقصف مدفعي اسرائيلي صباح اليوم، كما استهدف القصف وادي السلوقي. وسجل تحليق للطيران الاستطلاعي الاسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولا الى الساحل.
كما سجل قصف اسرائيلي لتلة حمامص في سردا ما ادى الى سقوط جريح. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جوية استهدفت وادي السلوقي والمنطقة الواقعة بين بلدتي كونين وعيناتا، وتسببت الغارة قرب مبنى تعاونية السجاد في كونين بأضرار في المبنى. كما ادى تناثر الزجاج جراء الغارة على كونين الى جرح طلاب في معهد البلدة جروحهم طفيفة. وطال القصف ايضا اطراف بلدة بيت ليف ووادي حامول وبلدتي رب ثلاثين وبني حيان واطراف بلدتي رامية ووادي مظلم. كما سقط عدد كبير من القذائف الفوسفورية على المحلة بين موقع الجدار وقوات “اليونيفيل” في رميش. واستهدف القصف أيضًا اطراف بلدات الضهيرة ويارين والجبين وطيرحرفا.
قلق دولي
في المقابل، تستمر المساعي الدولية لايجاد صيغة تعيد الهدوء الى الجبهة الجنوبية. فقد اعتبر المتحدث الاقليمي باسم وزارة الخارجية الاميركية سام ويربيرغ ان “الولايات المتحدة الاميركية لديها قلق شديد بسبب التصعيد بين لبنان واسرائيل على الخط الازرق”. وقال: “نحمّل حزب الله مسؤولية التصعيد، ولبنان كدولة ليس طرفًا في هذه الحرب، ولا نريد ان نرى التصعيد من طرف حزب الله او اي طرف آخر”. واضاف: “صواريخ حزب الله تؤدي الى تصعيد في المنطقة”. وسأل ويربيرغ “لماذا حزب الله المدعوم والمموّل من ايران يحاول أن يضع الشعب اللبناني في خطر كما فعلت “حماس” بالشعب الفلسطيني”؟
بدورها، قالت الخارجية الفرنسية: نُجدّد تمسكنا باحترام استقلال لبنان ونسعى لعدم توسّع الصراع في المنطقة.
في المقابل، نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيناهو قوله إن “حزب الله سيحوّل بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخان يونس إذا شن حربا شاملة”.
لا تعديل لل1701
ليس بعيدا، نفى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم ما يدور حول اتجاه لتعديل القرار 1701، وكشف أن “اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا بحث في هذه المسألة”. وأوضح أن “البحث في لجنة الشؤون الخارجية تناول كيفية تطبيق القرار 1701 لا تعديله”.