حصاد اليوم- الوضع جنوبًا يدفع “الخماسية” للحسم: انتخاب رئيس او التمديد لعون مع تطبيق ال1701
يظهر من الحراك الدبلوماسي العربي والدولي حيال لبنان، سواء في بيروت أو في الخارج، أن فرنسا نجحت فعلًا في إعادة تشغيل محرّكات اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان بعدما كانت في حالة غيبوبة، أو ربما استسلام، منذ أشهر عدة. وعلى وقع التصعيد الميداني المتدحرج جنوبًا، استمرت ترددات الاتصالات التي أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان قبل أيام في التفاعل، وسط توقعات بعودة الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (أبو فهد) هذا الأسبوع الى بيروت، فيما كانت لافتة حركة الاتصالات المتعلقة بالملف اللبناني على هامش قمة المناخ العالمية في دبي. فرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتمع بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعدما كان التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. ومن دبي الى الدوحة كانت للرئيس ماكرون محطة محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وكان القاسم المشترك لهذه الاتصالات في لبنان وخارجه، تحرّك اللجنة الخماسية من أجل لبنان التي حسمت موقفها وقررت تحميل الموفد القطري رسالة مختصرة وواضحة الى من يعنيهم الأمر في بيروت: الانتخابات الرئاسية وفقًا للخيار الثالث أو التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، مع التأكيد على ضرورة تطبيق لبنان القرار 1701 ليتجنب حربًا مدمّرة قد تشنها إسرائيل ضده.
الظروف أهمّ من القوانين
وفي الإطار نفسه، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي “إنّ عدم انتخاب رئيس للجمهورية وإقفال القصر الجمهوري منذ سنة وشهرين تقريبًا جريمة موصوفة آخذة بهدم المؤسّسات الدستوريّة والإدارات العامّة وانتشار الفوضى والفساد وتشويه وجه لبنان الحضاري. إذا تكلّمنا من باب القانون وروحه وفلسفته منذ الشرع الروماني إلى اليوم، كلامًا منزّهًا عن السياسة ومصالحها الخاصّة، نقرّ بأنّ القوانين تُعلّق بقرار من السلطة المختصّة بسبب الظروف القاهرة منعًا لنتائج قد تكون وخيمة، فنقول: يجب في هذه الحالة عدم المسّ حاليًّا بقيادة الجيش، بل تحصين وحدته وتماسكه، وثقته بقيادته، وثقة الدول به. فالجنوب اللبناني متوتّر، والخوف من امتداد الحرب إلى لبنان يُرجف القلوب، والحاجة إلى الجيش متزايدة لتطبيق القرار 1701، واستقرار الجنوب، ولضبط الفلتان الأمني الداخلي، ولسدّ المعابر غير الشرعيّة بوجه تهريب البشر والسلع والمخدّرات وما سواها”.
مواجهات الجنوب
ومن التطورات السياسية الى ما يتصل بمواجهات الجنوب، كشف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، العائد من جولة أوروبية شملت بروكسل وبرشلونة، أنّ اسرائيل بعثت برسائل عدة تتعلق بالجنوب مع أطراف من الإتحاد الأوروبي نقلها جوزف بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد، ومن خلال الفاتيكان. وجاء في هذه الرسائل، كما قال بو حبيب “إنّ على لبنان تطبيق القرار الدولي 1701، وأن يكون وجود “حزب الله” شمال نهر الليطاني وليس جنوبه”.
“الحزب” على مقاعد الاحتياط
في الإطار نفسه، أكد “لقاء سيدة الجبل” في اجتماعه الدوري أن “لبنان لا يريد الدخول الى حرب جديدة قرّرها غيره”. وأضاف في بيان: “أما وقد جلس “حزب الله” على مقاعد الإحتياط في حرب غزة، تنفيذاً لأوامر إيران وخوفها من خسارة أهم اوراقها في المنطقة، فإن أمامه أحد حلّين: أن يعود إلى لبنان بشروط لبنان، أي شروط الدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية 1559، 1701، 1680، أو أن يبقى ممثلًا لإيران إلى أن تتخلى عنه عند أول خطر حقيقي يواجهه، كما تخلت عن “حماس” في الحرب الأخيرة على غزة”.
وتابع: “إن تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني لا يقل أهمية عن تحريره من الإحتلالين الإسرائيلي والسوري”.
عمليات ل”حزب الله”
ميدانيًا، نفّذ “حزب الله” سلسلة عمليات على الحدود الجنوبية، حيث أعلن في بيانات متلاحقة استهداف تجمع لجنود الإحتلال الإسرائيلي في حرج شتولا، وموقع الراهب، وموقع البغدادي، وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة. كما اعلن “الحزب” انه استهدف تجمعاً لجنود الإحتلال الإسرائيلي شرق مسكاف عام، وقوة مشاة إسرائيلية في كرم التفاح شرق ثكنة برانيت. واستهدف الحزب مرة ثانية قوة مشاة إسرائيلية في حرج شتولا، وقوة مشاة إسرائيلية في حرج حانيتا، وموقع جل العلام، مؤكدًا تحقيق إصابات مباشرة بالمواقع المستهدفة.
قصف وغارات إسرائيلية
في المقابل، نفذت طائرة مسيرة اسرائيلية غارة جوية استهدفت منزلا خال بصاروخين في بنت جبيل. وتزامن ذلك مع قصف مركز بالمدفعية طاول منزلا قرب حديقة مارون الراس، كان استهدف سابقا ايضا. وطال القصف الاسرائيلي بلدة العديسة، كما سقطت قذيفتان على تلة حمامص في سردا، وسقطت قذيقة مدفعية عند اطراف اللبونة. وتعرضت المنطقة بين كفركلا والعديسة لقصف بالقنابل الفوسفورية. وطال القصف المدفعي ايضا منطقة حامول عند اطراف الناقورة، ومحيط بلدة طيرحرفا والجبين واطراف بليدا وجبل وردة بين بلدتي مركبا ورب ثلاثين- قضاء مرجعيون. كما افيد في مرجعيون، عن اصابة سوري بجروح نتيجة قصف اسرائيلي لاطراف بلدة الوزاني.
وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين على اطراف عيتا الشعب، كما شن غارة على مزرعة سلامية في خراج كفرشوبا، وغارات على اطراف رامية والقوزح. واعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق صواريخ من لبنان نحو متات في الجليل الغربي سقطت في مناطق مفتوحة، مؤكدًا أن سلاح الجو هاجم بنية تحتية عسكرية ل”حزب الله” في جنوب لبنان. وحلقت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية في اجواء القطاعين الغربي والأوسط وعلى علو منخفض لا سيما فوق الناقورة وعلما الشعب ومروحين والضهيرة، وصولاً لأجواء عيتا الشعب ورميش ويارون عند الحدود الجنوبية.
مشروع موازنة 2024
في الاقتصاد، أنهت لجنة المال والموازنة اليوم دراسة مواد مشروع قانون موازنة 2024 وتنتقل الاربعاء لدراسة الاعتمادات بدءاً من رئاسة الجمهورية والحكومة والمؤسسات التابعة لها. وأشار رئيس اللجنة، النائب ابراهيم كنعان بعد الجلسة، الى ان الاعتراضات على مشروع الموازنة شملت لاول مرة العمال وأرباب العمل، لأن الزيادات على الضرائب والرسوم لم تستثنِ احدا، ومن بينهم المتوفّون والرواتب والمستهلك على مختلف المستويات. وأضاف: عدلنا الزيادات المقترحة على رسوم الاستهلاك لتأتي وفقاً لمؤشر غلاء المعيشة وليس عشوائياً كما كانت واردة في مشروع الحكومة.