خاص- توريط الرّهبنة اللبنانيّة المارونيّة بصفقة عقدَي إيجار لمصلحة حزبين مسيحيّين!
لا، لم يعد مسموحاً ومقبولاً السكوت عن المخالفات الفاضحة التي يرتكبها بعض المكرّسين في كنيستنا وفي رهبناتنا المارونية (ونحن أهل البيت الماروني نبدأ بالاهتمام بشؤوننا قبل شؤون الآخرين)..
ما حدث منذ سنوات، وتصدّينا له، يندى له الجبين، ويجب أن يُسأل رئيس الرّهبنة اللبنانيّة المارونيّة السابق نعمة الله الهاشم والآباء المدبّرين عن تفاصيله.. على أن نكون في هالة ثالوث نذور العفّة والطاعة والفقر التي ننحني أمام قدسيّتها، وهل أرقى وأقدس من هذه النذور؟!
اسألوا أيها الأحبّة، يا اخوتي في المسيح، رئيس الرّهبنة اللبنانيّة السّابق الأباتي نعمةالله الهاشم والرئيس الحالي الأباتي هادي محفوظ، وأنتم يا رجال ونساء الإكليرُس بشكل خاص، وأنتم يا من تبحثون عن الحقائق وتستقصون، وطبعاً بحسن نِيّة، وبضمير حيّ، وبهدف الاستيضاح والاستفسار، اسألوهما عن فضيحة عقد إيجار قطعة أرض واسعة تابعة لوقف دير مار يوسف – البرج التابع للرّهبنة، في منطقة الضبية، هو الذي تمّ توقيعه رسمياً بين الرّهبنة وحزب “التيار الوطني الحر” الذي كان ينوي تشييد مقرّه الرئيسي الفخم عليه، ليطلّ على البحر والجبل والآفاق والمستقبل، ليتنعّم به ساكنوه الحالِمون الحامِلون على مناكبهم هَمّ لبنان الوطن والشعب والكيان والهويّة والرسالة والسيادة !
وقد أثارت هذه الفضيحة المُدوّية حفيظة وامتعاض كثر من الرّهبان وسخط قسم كبير من الرأي العام وخصوصاً المسيحيّ منه، لعدّة أسباب وجيهة.. وفي النهاية تعطّل هذا المشروع المُستَفِزّ على أكثر من صعيد !
تشجّعوا.. اسألوا السّلطة في هذه الرّهبنة التي نحب ونحترم ونجلّ ونحجّ إلى أديرتها وكنائسها وصوامعها، للصلاة والتبرّك، كيف لا وهي منبت القدّيسين، اسألوا قدس الأباتي المُكرّس الزّاهِد في هذه الدّنيا، والمكرّس لخدمة المذبح وشعب الله، على مثال مار شربل شفيعنا القدّيس.. اسألوه عن كلّ ما هو مشبوه وملتبس لا سيّما في ما يتعلّق بصفقة توقيع عقد إيجار قطعة أرض مساحتها ١٦٠ ألف م.م. تابعة لدير سيدة النجاة في بصرما – الكورة، التابع لهذه الرّهبنة، وذلك لمصلحة جمعيّة خيريّة تابعة لحزب مسيحي، وقد علمتُ من مصدر موثوق في الرّهبنة تواصلت معه هاتفيّاً لاستيضاحه، أن ما يتمّ تداوله في هذا الموضوع صحيح، وقد أكّد لي حقيقة هذه المسألة التي أثارت بلبلة وأضاف أن الفاتيكان على علم بعقد الإيجار هذا منذ سنة ٢٠١٨.. وقد أعلمني أنّ العمل في تنفيذ المشروع الصناعي المتّفق عليه سينحصر ضمن مساحة ٣٥ ألف م.م. وأولويّة التوظيف فيه لأبناء الكورة وزغرتا..
وهنا نسأل: ما الفائدة والهدف والجدوى الاقتصادي من إقامة هذا المشروع، وهل هو لمصلحة الكنيسة وأبنائها، من دون التطرق إلى المحاذير البيئيّة التي يجب الالتزام بها ؟!
أي مواطن يتمتع برجاحة عقل وإرادة حرّة يمكنه أن يرفض التّنمية ولا سيما على مستوى استصلاح أراضي أوقافنا المسيحية واستثمارها في مشاريع إسكانيّة واجتماعيّة وبيئية وثقافيّة ورياضيّة واقتصاديّة على المستويات كافة تعود بالنفع والفائدة على المسيحيّين عموماً والموارنة خصوصاً، تحقيقاً للشراكة الحقيقيّة التفاعليّة بين السّلطات الكنسيّة ورعاياها ؟!
ولكن.. أن يتمّ تأجير مساحات شاسعة تخص كنيستنا، وإحدى رهبناتنا تحديداً، لأحزاب سياسية، لها أهدافها وأجنداتها، فهذا ما يثير الشكوك والقلق في نفوسنا، ويدعونا بديهياً إلى رفض هكذا صفقات تلطّخ سمعة من يتورّط بها من المكرّسين المؤتمنين على أبناء الكنيسة وعلى خيرهم وسؤددهم وسلامهم وحضورهم الفاعل في لبنان “وقف الله”، هم المكلفون خصوصاً بخلاص النفوس !
من حقّ الغيارى على مصالح الكنيسة وأبنائها أن ينتقضوا ويثوروا ضدّ أي مخالفة يرتكبها أي مسؤول كنسيّ أو سياسيّ مهما علا شأنه، تضرّ بالمصلحة العليا للبنان ولكنيسة لبنان، وصوت الحق يعلو ولا يعلى عليه!