حصاد اليوم- “طبخة التمديد” لعون لم تنضج بعد وميقاتي يتحدث عن نهج تعطيلي
بما أن “طبخة التمديد” لقائد الجيش جوزيف عون على رأس المؤسسة العسكرية لم تنضج بعد، لم يتصاعد الدخان الأبيض من السرايا الحكومية اليوم، بالرغم من انعقاد جلسة لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي بعد اكتمال النصاب القانوني بحضور 17 وزيرًا. وتلا وزير التربية والتعليم العالي، وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي مقرّرات الجلسة، واعلن إقرار كلّ البنود المدرجة على جدول الأعمال. وقال: “إن التمديد للقيادات العسكرية بحاجة إلى مزيد من النقاش كي لا يكون الموضوع في إطار التحدي لأي طرف، والقيادة العسكرية يجب ألا تكون شاغرة ويجب أن تستمرّ مهمّة قائد الجيش”. ونقلت محطة “أم تي في” عن مصادر لم تسمّها أن الرئيس السابق ميشال عون تدخّل شخصيًا عشية الجلسة الحكومية لمنع التمديد لقائد الجيش، وقال لمقربين منه “على جثتي ما بيتمدّد لجوزيف عون”، وقد اجرى لهذه الغاية اتصالات بالمعنيين ولا سيما “حزب الله”.
تصفية الحسابات
واستهلّ ميقاتي الجلسة بكلمة أكد فيها “أن البعض يحاول ادخال الحكومة مجدّدا في نقاشات ظاهرها دستوري وسياسي وباطنها تعطيلي استئثاري. لكننا عازمون على المضي في عملنا، مبتعدين عن السجالات العقيمة التي ملّها اللبنانيون، مؤكدين أن الحكومة تعمل وفق ما تراه مناسبا وليس وفق اجندات يحاول البعض فرضها على استحقاقات أساسية في هذه المرحلة المفصلية. وفي مطلق الاحوال، فإن اي قرار سنتخذه بالنسبة لاي استحقاق داهم سيكون منطلقه بالدرجة الاولى مصلحة الوطن وأولوية تحصين المؤسسات في هذه المرحلة الدقيقة. وحتما لن تكون الحكومة ساحة يستخدمها من يريد تصفية حسابات شخصية ومنازعات فردية على حساب المصلحة العامة”.
تلافي الشغور
وفي إطار الحراك السياسي المستجدّ، زار وفد من الحزب “التقدمي الإشتراكي” رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل. وأشار النائب هادي أبو الحسن بعد اللقاء إلى أنه “كان تأكيد مشترك على أهمية تمكين وتمتين الواقع السياسي اللبناني عبر تلافي الشغور وانتخاب رئيس للجمهورية”. وقال: “كذلك تم التطرق الى موضوع قيادة الجيش والمجلس العسكري وكان تطابق في الموقف حول تلافي الشغور في موقع قيادة الجيش والتمديد لقائد الجيش وتعيين اعضاء المجلس العسكري”. وختم أبو الحسن: “من المهم الحفاظ على التوازن الوطني الدقيق، وكنا نتمنى أن يتم التمديد والتعيين في مجلس الوزراء اليوم، ولكن سنكون حكما أمام اقتراح للتمديد، وسنناقش الأمور في المجلس النيابي لهذه الغاية إذا تعذر التعيين في مجلس الوزراء”.
لا أحد يريد الحرب
من جهته، أكد عضو كتلة “لبنان القوي” النائب إبراهيم كنعان بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي “أن لا احد راغب في لبنان بالدخول بدوامة الحرب، والمسألة تستدعي وحدة وطنية وانتخاب رئيس لأن البلد مشلول وما بقى نحمل”. وأضاف: “الحل يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، وأؤكد ضرورة الحضور الى مجلس النواب وانتخاب رئيس. هل يعرف من يبقينا في الفراغ القاتل أن ذلك يشكّل إلغاءً للبنان ومقوّمات الدولة فيه ويبعده عن طاولة القرار، وأن يكون للبنان دور في تقرير مصيره”؟
قصف متبادل
على صعيد آخر، وفيما تستمرّ عمليات تبادل القصف، وإن بوتيرة مضبوطة نسبيًا على طرفي الحدود، اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن “حزب الله” يشن حرب استنزاف بكل معنى الكلمة ضد الجيش الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار، أعلن الإعلام الحربي في “حزب الله”، أن “مجاهدي المقاومة الإسلامية استهدفوا اليوم موقع جل العلام بالصواريخ الموجهة وحققوا فيه إصابات مباشرة”. وأضاف في بيان ثانٍ عن “استهداف تجمع لقوة مشاة إسرائيلية على تلة الكرنتينا بالقرب من موقع حدب يارون”.
وعصرا، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: عقب دوي صفارات الإنذار في شتولا، تمّ رصد إطلاق عدد من الصواريخ من لبنان باتجاه المنطقة، كما تم إطلاق صاروخ مضاد للدروع تجاه موقع للجيش في دوفيف. بعدها شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جوية عنيفة على منطقة اللبونة وعلى مزرعة المجيدية. وحلق في طلعات استطلاعية في أجواء القطاعين الغربي والاوسط.
الجبل الأجرد
وفي قت لاحق اعلن “حزب الله” انه استهدف موقع مسكاف عام، وموقع بياض بليدا، وثكنة يفتاح، وموقع المطلة، وموقع هرمون بالأسلحة المناسبة وحقق فيها إصابات مباشرة.
في المقابل، استهدف قصف مدفعي فوسفوري “تلتي شباط والوان” في مرتفعات كفرشوبا، واطلق الجيش الاسرائيلي عددا من القذائف على أطراف ميس الجبل ومحيبيب. وقصفت المدفعية الاسرائيلية بالقذائف المتفجرة والفوسفورية والحارقة مرتفعات السلسلة الشرقية لجبل الشيخ في محلة بسطرة وشانوح، وبلدة كفرشوبا والجزء السفلي منها. كما تعرضت اطراف بلدة عيتا الشغب لقصف مدفعي. وطال القصف المعادي أطراف البلدة واطراف عيترون، وايضا كفركلا حيث افيد عن سقوط اصابات. وطال القصف ايضا اللبونة وعيتا الشعب ومحيط الناقورة وميس الجبل.
وقصف الجيش الاسرائيلي صباحًا محيط بلدات الناقورة وعلما الشعب وجبل اللبونة في القطاع الغربي بقذائف المدفعية الثقيلة، واغار الطيران الاسرائيلي على جبل اللبونة ومحيط الناقور، وبات جبل اللبونة الذي يتعرض للقصف المستمر منذ بداية الاحداث شبه أجرد بسبب القنابل الحارقة التي يطلقها العدو الاسرائيلي على الاشجار الحرجية فيه.