خاص – ضغوط أميركية هائلة على نتنياهو لمنع توسيع الحرب
أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي ايلي كوهين إن الضغط الدولي يزداد على اسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزّة، وقال إن “هناك أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع قبل أن يصبح الضغط مؤثراً”. هذا يعني، من وجهة نظره، أن على اسرائيل أن “تحقق شيئاً ميدانياً” أو “نصراً ما”، قبل أن تكون مجبرة على وقف الآلة العسكرية.
بعد شهر وأسبوع على اندلاع الحرب، بدأت معطيات كثيرة تتغير. فالرأي العام الغربي أصبح أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين بعد سقوط أكثر من 11 ألف قتيل من المدنيين، وبعد المشاهد المروعة للمجازر في حق الأطفال الأبرياء. ونُظّمت تظاهرات كثيرة داعمة للفلسطينيين في عواصم كبرى الدول الغربية. ولم يعد في مقدور قادة هذه الدول الاستمرار في تقديم الدعم المطلق لإسرائيل.
كما أنّ إطالة أمد الحرب تبقي احتمالية توسيعها قائمة، لا بل تزداد مخاطر حصول تفجير أبعد من غزّة. وهذا ما لا تريد الولايات المتحدة حصوله، لأنه قد يشعل حرباً إقليمية لا يمكن التكهن بتداعياتها وتحديداً بضررها على المصالح الأميركية في المنطقة.
ويقول الباحث والمدير السابق لمؤسسة الدراسات الفلسطينية محمود سويد لموقع beirut24 إن “خطر انفجار حرب واسعة رهن بأي خطوة قد يقوم بها نتنياهو. فهو يريد توسيع الحرب لكي يخرج من مأزقه، ويعمل لجرّ الأميركيين إلى هذه الحرب. وهناك خطر أن يقوم بعمل متهور”. لكن “الأميركيين يمارسون ضغوطاً هائلة على نتنياهو لمنعه من ارتكاب أي خطأ قد يكون مقصوداً لتوسيع نطاق الحرب. فهناك اتجاه في اسرائيل يتزعمه نتنياهو ويؤيده الوزراء المتطرفون يدعو إلى توسيع الجبهات للتخلص من حماس وحزب الله وايران في الوقت عينه. ويريدون زج الأميركيين في ذلك، لأن اسرائيل لا يمكنها أن تقدم على ضرب الحزب مثلاً أو ايران من دون الحصول على الموافقة الأميركية”.
ولكن الأميركيين لا يريدون أن يحصل ذلك. وهم يمارسون ضغوطاً يومية على نتنياهو لثنيه عن أي عمل متهور. ومن هنا كلام وزير الخارجية الاسرائيلي عن مهلة دولية لإنهاء الحرب.
ويرى سويد أنّ “اسرائيل تبحث الآن عن طريقة لوقف حربها. ولكن نتنياهو يريد تحقيق “انتصار” قبل وقف الحرب. فقد قتلت اسرائيل الآلاف في غزّة ودمّرت الأبنية وقصفت المستشفيات. ولكن ماذا يمكنها أن تفعل بعد”؟
على صعيد الحرب البرية، توغلت الدبابات الاسرائيلية على عدد من المحاور، وسط تعتيم إعلامي على حقيقة المعارك الدائرة. ولكن في الإجمال يستهدف عناصر “حماس” الجنود الاسرائيليين في دباباتهم بسلاح فعال مضاد للدبابات. إنما لا تجري معارك شوارع مباشرة ، لأن الجندي الاسرائيلي لا يملك خبرة في هذا النوع من الحروب، وسيكون عرضة لمفاجآت مقاتلي “حماس”. إذ إنّ مصدر القوة الأساسي لإسرائيل هو سلاح الجو والتكنولوجيا الحربية المتقدمة. أما في المعارك البرية فتحقيق نتائج طويلة الأمد يعتبر صعباً.
يضاف إلى كل ذلك، يؤكد سويد، أن “الرأي العام الاسرائيلي لن يعطي نتنياهو الكثير من الوقت قبل أن تبدأ المساءلة، خصوصاً أن الحرب وقعت بينما كان الاسرائيليون منقسمين حول مواضيع كثيرة، بينها موضوع القضاء ووجود تململ في صفوف بعض الضباط والجنود”.
وصار واضحاً أنه عندما تنتهي الحرب، سينتهي معها مستقبل نتنياهو. إذ من البديهي أن تجري انتخابات مبكرة. وفي الأجواء السائدة يرجح عودة يمين الوسط الى السلطة، وتظهر اسماء مثل يائير لابيد أو بني غانتس لترؤس الحكومة المقبلة في اسرائيل.
أما احتمال الخوض في مفاوضات بعد انتهاء الحرب فيبقى غير واضح الآن، خصوصاً “إذا لم يكن العرب قادرين على فرض مفاوضات تؤدي إلى دولة فلسطينية، قوامها نصف مساحة الضفة الغربية وقسم من القدس إضافة إلى غزّة”.