الامتحانات الرّسمية: غشّ وتسريب للأسئلة
اختُتمت أمس الامتحانات الرّسمية للشهادة الثانوية، ومعها انتهى موسم التوقّعات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحوّلت في الشهر الأخير إلى ما يشبه «سوق عكاظ» بين الأساتذة والمعاهد التعليميّة ومنصات التعليم عن بعد. الجميع «تسلّوا» حرفياً بالتلامذة، لجهة نشر التوقّعات الخاصة بمستوى المسابقات والترشيحات، وتقييمها مباشرةً بعد توزيعها، إذ كان يعمد المراقبون إلى تصوير الأسئلة وإرسالها على المجموعات، أو السّماح للتلامذة بذلك.
المراقبة في الامتحانات لم تكن بخير. في اليوم الأول، «سُرّبت المسابقة الثالثة خلال وقت إجراء المسابقة الأولى»، بحسب ما تؤكّد رئيسة جهاز التفتيش التربوي فاتن جمعة، التي أشارت إلى «التواصل مع وزير التربية والمدير العام لملاحقة من عمدوا إلى تسريب المسابقة لحلّها، وإيصال الأجوبة إلى أشخاص معيّنين في المراكز».
ويشير أحد المراقبين العامين إلى جوّ عام بين عدد كبير من المراقبين بـ«أنّ التلامذة حرام وعلينا مساعدتهم»، مشيراً إلى أن إحدى المراقبات اشتكت لدى رئيس المركز على المراقب العام لأنّه لا يسمح بالغش! واستغرب رئيس أحد مراكز الامتحانات «عدم اهتمام الأساتذة بالعقوبات التي يمكن أن تلحق بهم بعد تحذيرهم من وجود كاميرات».
أما لجهة تحضيرات التلامذة، فلم تجرِ الامتحانات في أجواء عادية، رغم استماتة وزارة التربية للإيحاء بعكس ذلك، بل كان التلامذة متوتّرين، خاضعين للشائعات وتأثيراتها، ينتظرون مسابقات مطابقة لتمنيات «الإنفلوانسر» من الأساتذة، ومديري بعض الصفحات على مواقع التواصل. بدأت المفاجآت مع مسابقة الرياضيات في اليوم الأول، التي أكّد أساتذة المادة بـ«أنّها لم تكن سهلة»، ووصفوها بـ«غير المتوقّعة»، ولكن «من دون أن يعني ذلك أنّها من خارج المناهج المقلّصة التي درسها التلامذة هذه السّنة». إلا أنّ منشورات «المؤثّرين» على مواقع التواصل توجّهت نحو أعضاء لجان الامتحانات الأخرى للضغط عليهم، ومطالبتهم بأخذ العبرة من لجنة الرياضيات، وتسهيل بقية المسابقات.