باقري في موسكو.. مطمئنا الى سلامة راعية الممانعين الاولى!
جددت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، رفض بلادها الاتهامات بتزويد روسيا بالطائرات المسيرة. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمر صحافي، إن “العلاقات تعود لما قبل الأزمة الأوكرانية وربطها بأوكرانيا اتهامات سياسية باطلة”، مبينا أن “إيران لا تقدم أي أسلحة أو معدات أو مسيرات لروسيا”. وأضاف كنعاني “أوكرانيا أو الدول الأوروبية لم تقدم إثباتات أو وثائق بخصوص ادعاءاتها بهذا الشأن، والجانب الأوكراني أيضا لم يقدم وثائق خلال الاجتماع بين وفدي إيران وأوكرانيا، وأعربنا عن استعدادنا لمواصلة هذه المشاورات لكن أوكرانيا لم ترحب بذلك”. وشدد على ضرورة حل الأزمة الأوكرانية من خلال طرق سياسية، مشيرا إلى أن “العلاقات مع روسيا مبنية على أساس مصالح متقابلة ووفق المواثيق الدولية وليست علاقاتنا ضد أي جهة أخرى”.
على وقع هذه المواقف، وصل رئيس الأركان العامة الإيراني اللواء محمد باقري إلى موسكو في زيارة التقى خلالها سكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن هذه الزيارة العسكرية الطابَع تؤكد ان ثمة تنسيقا عسكريا ايرانيا – روسيا قائم ومستمر منذ سنوات بين الدولتين، اي ان تزويد طهران موسكو بمسيرات عسكرية تستخدمها في الحرب الاوكرانية أمرٌ طبيعي وموثّق، وليس نفي ايران الا لكونها تعرف ان هذا التعاون يُغضب الاوروبيين ويفتح عليها باب عقوبات اضافية هي في غنى عنها.
اما الزيارة هذه المرة، فلم تكن مخصصة فقط للوضع الاوكراني بل فرضتها التطورات الخطيرة التي شهدتها روسيا في الايام الماضية بعد ان تمرد قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين على القيادة العسكرية الروسية، وتعهّد أن “يذهب حتى النهاية” وأن “يدمّر كل ما يعترض طريقه”، بعد ان اقتحمت قواته الأراضي الروسية.
النظام الروسي تجاوز “القطوع” على خير بعد تسوية تم ابرامها على عجل مع بريغوجين، الا ان ما حصل مع الكرملين ترك خوفا كبيرا لدى حلفائه في المنطقة بما انه راعي محور الممانعة في الشرق الاوسط. وعليه، كان لا بد من تواصل مباشر بين طهران وواشنطن فحط باقري في موسكو، مطمئنا الى سلامة النظام وصموده وعارضا ايضا خدماته على باتروشيف، حيث ان طهران مستعدة للمساعدة اينما تجد موسكو ان ثمة حاجة لذلك، اكان في اوكرانيا او في اي مكان آخر، بما يمنع تكرار تجربة “فاغنر” المرة، ويريح المحور المناوئ للغرب الممتد من روسيا الى ايران، تختم المصادر.