جعجع: المشكلة ليست بشخص رئيس تيار المردة بل في القيام بخطوات تزيد من تفاقم الأزمة
أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حديث لـ “الاندبندنت” عربية الى أنه لم يتفاجأ حيال تبني رئيس مجلس النواب نبيه بري ترشيح رئيس “تيار المردة”، موضحًا انه “كان على علم منذ بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية من ستة أشهر، بأن المرشح الجدي والفعلي لحزب الله وبري وحلفائهما هو سليمان فرنجية”.
واعتبر جعجع أنه “انطلاقا من ذلك كانت ردة فعلنا برفض الدعوات الى الحوار المصطنعة، على خلفية أنها ستكون مضيعة للوقت طالما الفريق الآخر متمسك بمرشحه، وأكبر دليل هو ما صدر عن الرئيس بري”.
وبشأن سلسلة الحوارات المباشرة وغير المباشرة التي أقامها مع مختلف الاطلااف السياسية، لفت الى أن “هذه الحوارات لم تؤد الى نتيجة لان حزب الله وحلفاءه لا يريدون إلا فرنجية، فيما المعارضة أعلنت مرارا وتكرارا مع مرشحها النائب ميشال معوض أنها غير متمسكة بترشيحه، في حال طرح إسم آخر يمكن أن ينال 65 صوتا ويتمتع بالمواصفات التي تستوفي شروط المرحلة الحالية”.
واستبعد جعجع أي إمكانية حاليا لتراجع حزب الله عن دعم فرنجية، لكنه “اذا قرر ذلك سيختار مرشحا لا طعم ولا لون له ولا موقف ولا شخصية، وعندها سنتخذ الموقف ذاته من هكذا مرشح”.
كما أكد على ان “المعطل الفعلي للاستحقاق الرئاسي هو رفض حزب الله لرئيس فعلي جدي للبنان”، واتهمه بأنه “يريد إيصال رئيس يكون له مئة في المئة وينفذ سياسته ولا يتجرأ على اتخاذ قرار، وإلا سيعطل الانتخابات”.
وبالنسبة الى الموقف المتقدم في سياق تعطيل جلسات الانتخاب وارتباطه بمعطيات جديدة خارجية وداخلية لصالح فرنجية، شدد جعجع على أن “لا علاقة لهذا الموقف بأي تطورات او معطيات جديدة في شأن احتمال وصول رئيس تيار المردة”، مشيرًا الى أنه “حتى الامس القريب كنا لا نزال نطالب بالتقيد في الأصول الدستورية وبعقد جلسات انتخاب مفتوحة، وكنا مستعدين لتقبل نتائجها حتى لو فاز مرشحهم، لكن بعد مرور خمسة أشهر على الشغور الرئاسي، وبعدما قرروا تغيير شروط اللعبة الديموقراطية وتعطيل الدستور بانتظار توقيتهم المناسب، فهذا ما نرفضه تماما باعتبار أن “الآدمية شيء والاستقامة شيء أما الغشم فشيء آخر”، ولا ينتظر أحد أن نكون أغبياء فنقبل بأن يعطلوا حينما يشاؤون، ويأتون في غفلة من الزمن، بعد تأمين ظروف نجاح مرشحهم ليطلبوا منا تسهيل وصوله”.
وكشف جعجع عن أنه “عندما سألني المفاوضون عن سبب رفضي لفرنجية، أوضحت بأن المشكلة ليست بشخص رئيس تيار المردة بل أنها تكمن في القيام بخطوات تزيد من تفاقم الأزمة بدلا من حلها، فإذا أصبح فرنجية رئيسا، سيحكم استنادا الى القوة التي ارتكز عليها للوصول الى سدة الرئاسة، أي حزب الله وحلفاؤه”.
وختم بأن “المعارضة موحدة في مقاربة الاستحقاق الرئاسي وفي موقفها من ترشيح فرنجية، والاتيان برئيس فعلي للبنان سيأخذ وقتا طويلا وبعد كل ما وصلنا اليه، لن نقبل أن نصوت الا للرئيس الفعلي والقادر”.