خاص- الحريري في بيروت: فيلم سياسي صامت!
حضور سعد الحريري إلى بيروت هذا العام بمناسبة
ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يكن مجرّد مشهد عابر بل حدث معبّر يحمل الكثير في طيّاته ولو بصمت.
وعلى طريقة الأفلام السينمائيّة الصامتة وبإخراج متقن وأداءٍ مميّز وناجح وجّه الحريري مجموعة رسائل صامتة وفي كلّ الاتجاهات كان أوّلها أمام ضريح والده وفي بيت الوسط. فهو من خلال التعبئة الجماهرية التي تولاها تياره في بيروت وباقي المدن والقرى ذات الغالبية السنيّة والحضور المستقبلي القوي والتي تُرجِمت بالحشد الشعبي أمام الضريح وفي بيت الوسط أظهر حجم قوته التي لم تتأثر بالرغم من غيابه لا بل زادت شعبيةً وبذلك رسالة قوية وصريحة تدقّ جرس إنذار بوجه منافسيه السياسيين المشتتين والمنقسمين .
أمّا الرسالة الثّانية فموجّهة إلى الخارج وبالتّحديد إلى المملكة العربية السعودية يقول لهم فيها: لا بديل سنّيًا لكم عني وأنا جاهز متى شئتم وأردتم.
بالعودة الى لقاءات الحريري البيروتيّة المتعددة والتي شملت أطرافًا سياسية متنوعة حذّر فيها الرجل من الدخول في زواريب السياسة الدّاخلية الضّيقة مؤكدًا على خياره تعليق العمل السياسي حتى إشعار آخر.
وجمع سعد الحريري كوادر تياره السياسي من نواب سابقين و نقابيين فدعاهم الى المثابرة في عملهم الاجتماعي إلى جانب الناس وحضورهم النقابي مؤكدًا على صوابية موقفه في اعتكاف العمل السياسي.
إذًا زيارة الحريري إلى لبنان عمل سياسي صامت بامتياز ، أبعاده سياسيّة ورسائله تبدأ من بيروت ولا تنتهي في الرياض وبات واضحًا أنّ الرجل ينتظر التوقيت المناسب للعودة وهو يعوّل على تطورات إقليميّة دولية قد تحصل وقد لا تحصل وبالانتظار ورغم صمته يبقى الحريري الأكثر شعبية واللاعب الاقوى في بيئته السنيّة .