كيف يمكن للبلديات تأمين الكهرباء عبر مزارع الطاقة الشمسية؟
نظم المعهد اللبناني لدراسات السوق لقاءً عن دور البلديات في تأمين الطاقة المتجددة، بالتعاون مع جامعة سيدة اللويزة، فرع الشمال-برسا، الكورة. وقد حضر اللقاء ممثلون عن النواب فادي كرم وأديب عبد المسيح وقائمقام الكورة كاثرين كفوري أنجول وعدد من رؤساء بلديات الكورة والفعاليات ورجال الأعمال والمهندسين والطلاب الجامعيين.
بدايةً لفت مدير الجامعة الأب فرنسوا عقل إلى الدور الذي لعبه العالم الشهير حسن كامل الصباح الذي اخترع في العام 1930 جهازاً لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مستمرة، وهو العربي الوحيد الذي حاز لقب فتى العلم الكهربائي من معهد المهندسين الكهربائيين الأميركيين. واليوم، وبعد 93 سنة، أصبح وطنه لبنان يستبدل قراميد بيوته الحمراء بألواح تستمد من الشمس طاقةً عجزت دولته أن توفرها لشعبها. وبما أن الكثيرين من رجال ما تبقى من دولتنا يخافون من الضوء، فقد قرروا أن يغمرونا في الظلام، حتى أصبحنا نفتش عن الطاقة البديلة. وكانت جامعة سيدة اللويزة فرع الشمال من أول من اعتمد الطاقة الشمسية لبعض مبانيها.
وقد هنأ الدكتور باتريك مارديني رئيس المعهد جامعة سيدة اللويزة على وضع قدراتها في خدمة المجتمع المحيط بها والسعي لتأمين حلول له، مثل رفع التوعية في مجال الطاقة البديلة على المستوى البلدي، فأصبحت بذلك مركز الالتقاء في الكورة والشمال. وتابع: في ظل الانقطاع القاسي للتيار الكهربائي في لبنان، تبرز التجربة الرائدة لمزرعة تولا للطاقة الشمسية التي نجحت في تأمين 24 ساعة من الكهرباء عبر جذب الاستثمار بقيمة 120 ألف دولار أو ما يعادل 600 دولار لكل بيت وربط المزرعة بالمولد الخاص بالبلدة. ويمكن تعميم هذه التجربة على مختلف البلديات في لبنان على النحو التالي: (1) يغطي المستثمر الخاص كلفة الاستثمار في الطاقة الشمسية وكذلك كلفة إيجار الأرض إن لزم الأمر. (2) يبيع المستثمر الكهرباء التي تنتجها مزرعة الطاقة الشمسية إلى صاحب الاشتراك. (3) يغطي مولد الاشتراك فترات عدم توفر الطاقة الشمسية ثم يقوم ببيع الحزمة النهائية للأسر من خلال شبكته المصغرة ونظام توزيعه الموجود أصلا.
ثم عرض المهندس المسؤول عن تنفيذ مزرعة تولا للطاقة الشمسية وإدارتها إيلي جريج مراحل تطوير المشروع على الحضور، حيث بدأ في فترة كان لبنان يعاني فيها انقطاعا حادا في المحروقات، وكان إنتاج مولد الاشتراك في تولا لا يتعدى 4 ساعات يوميا، وشرح كيف يمكن للتعاون بين البلدية وأصحاب المولدات ومستثمري القطاع الخاص أن يعطي نتائج إيجابية، موضحاً أن عدد الألواح التي تم تركيبها في تولا يوازي ضعف حاجة البلدة (100 ميغاواط) تحسبا لازدياد عدد السكان، وبالتالي فقد يكون هذا المشروع أقل تكلفة في القرى الأخرى. وتواصت تولا مع مؤسسة كهرباء قاديشا لتصريف الفائض عبر تبادل الكهرباء فيما بينهما أو بيعها في أوقات الذروة.
وتخلل اللقاء حوار مع الحضور وبحث في كيفية تعميم نموذج تولا على بلديات الكورة.