شمعون: يلي استحوا ماتوا

شمعون: يلي استحوا ماتوا

31 كانون الأول 2022

تتراكم الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، ومعها الشغور الرئاسي، على أن تُرحَّل هذه الملفات إلى العام الجديد، في ظل استحالة حصول أي خرق رئاسي أو سواه، وذلك ما تقرّ به المرجعيات السياسية، وبعضهم بدأ يبدي قلقه وهواجسه من تفلّت الأوضاع، ربطاً بهذا الستاتيكو القائم حالياً، ولا سيما مع ما تشهده المنطقة من تطورات دراماتيكية على خط الحرب الروسية – الأوكرانية، وإمكان دخول بعض الأطراف الأوروبية في الحرب المذكورة، إذ من شأنه أن يؤدي إلى تداعيات على الساحة المحلية، فيما أخذت الإشكالات المتنقّلة تشكّل أبعاداً طائفية وعودة للحديث عن طوابير خامسة وسادسة ورسائل أمنية على خلفيات رئاسية، فيما كل اللقاءات التي تحصل إنما تدور في حلقة مفرغة و”مكانك راوِح”.

في السياق، وحول الحديث المتنامي عن تسوية دولية – إقليمية لأجل لبنان، يقول رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون لـ”النهار”، إن “هذه التسوية مِش ضابطة”، باعتبار أن “المشروع الإيراني مستمر في لبنان، ويعبث بأمننا واقتصادنا، ودمّر كل شيء من خلال حليف طهران ـ حزب الله، وأساء إلى علاقاتنا مع السعودية والخليج، وهو مشروع تخريبي وسياساتهم لا تشبهنا في شيء، ويريدون رئيساً للجمهورية على شاكلة سياساتهم ودورهم وحياتهم، بينما نحن نريد رئيساً وطنياً لبنانياً واقتصاداً وسياحة وثقافة وإعادة النهوض بالبلد، ولهذه الغاية هذه الدول التي تعمل على خط التسوية، وفق معلوماتي، لم تصل بعد مع إيران إلى أي حلحلة وإقناع حزب الله بضرورة انتخاب الرئيس، لأن الفريق الممانع هو من يعطّل ويعرقل، ويصرّ على إيصال مرشّحه من هذا الفريق إلى قصر بعبدا”.

ويتابع شمعون، “من هذا المنطلق باعتقادي إن الفراغ طويل، وما نخافه ونخشاه إنما يكمن في تقسيم البلد والمنطقة، والمؤشّرات والأجواء تدلّ على أننا ذاهبون في هذا الاتجاه، وفي غضون ذلك، إذا استمر “حزب الله” في التعطيل وهذه الممارسات الخارجة عن الدولة ومؤسّساتها عبر دويلته فقد نصل إلى الطلاق معه، فهم يريدون رئيساً يشبههم، ونحن نسعى لرئيس لبناني وعربي يخلّص البلد من هذا المحور الممانع، ويعيدنا إلى ما كنا عليه من اقتصاد وكل ما نعرفه عن لبنان الجميل، لا ذاك البلد القابع في حضن إيران والذي يديره حزب الله”.

أما عن اللقاءات التي عقدها مع بعض السفراء العرب والغربيين أخيراً في بيت الأحرار في السوديكو، فيوضح شمعون أننا “عبّرنا لهم عن مخاوفنا وهواجسنا إزاء ما يجري في لبنان، وبصراحة كانوا متفهّمين لأدقّ التفاصيل، ولكنهم كديبلوماسيين لا يتدخلون، بل ينقلون ما يسمعونه إلى دولهم وحكوماتهم، وطلبنا منهم التحرّك السريع لإنقاذ لبنان، لأن هناك أكثرية ساحقة في لبنان ضد المشروع الإيراني، بمن فيهم من إخواننا الشيعة، إذ ثمة ثلاثة أرباع هذه الطائفة الكريمة ضد ولاية الفقيه وممارسات حزب الله”، كاشفاً عن أنه “طالب الأمم المتحدة بأن تتسلم زمام الأمور في لبنان على غرار الدور الذي قامت به في كوسوفو وغيرها من خلال اللجوء إلى الفصل السابع، ما يتماهى مع ما أعلنه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، أي مطالبته بالحياد والتدويل، لأننا اليوم نعيش تحت نير الاحتلال الإيراني”.

وبصدد لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يردّ شمعون “ذلك يأتي في إطار سعي باسيل للخروج من عزلته، ولا سيما أنه “كان واعد حالو بالرئاسة”، وعندما رأى أن ثمة استحالة لهذا الحلم، بدأ يلتقي ببعض الأطراف السياسية وهو من عادى الجميع واستفزّهم ولم يترك صديقاً له، فمارس الاستفزاز والعدائية والعنجهية مع كل القيادات، وبناءً على ذلك، فإن احتلال رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ونواب الوطني الحر وقياداته الصف الأول في قداس الميلاد في بكركي، إنما كان بهدف أن “يستّروا على عيوبهم وكل ما قاموا به من ارتكابات، وتغطية السلاح غير الشرعي، وباختصار يلّي استحوا ماتوا”.

وأخيراً، وبصدد الإشكالات الأمنية المتنقلة بين رميش وبريح، يخلص النائب شمعون، مثنياً “على أهالي رميش الذين رفضوا ممارسات حزب الله، ولم يخضعوا للضغوط، ولم يمكّنوا هذا الحزب من التوغّل في بلدتهم وأملاكهم وأرزاقهم، فصمدوا وواجهوا، وهم قبضايات ويدافعون عن حقوقهم وبلدتهم، ما اضطرّ الحزب إلى الانسحاب”.

أما بالنسبة لما جرى في بلدة بريح، “فالبعض اعتبرها وَلدنات ولا تفسير لما حصل، ولكننا حذّرنا من اللعب بالنار وباستقرار الجبل”، لافتاً إلى “تنسيق حصل مع الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي أدان وشجب هذه الأعمال، وقد تكون هناك جهات تسعى إلى جرّ البلد إلى فتنة في ظل هذه المرحلة الخطيرة اجتماعياً واقتصادياً، ولا سيما أن الرسائل تأتي على خلفية استمرار جماعة الممانعة في تعنّتهم لإيصال رئيس على ذوقهم، من دون الأخذ برأي الفريق الآخر، على غرار ما حصل من خلال إيصال رئيس الجمهورية السابق ميشال عون عبر فائض القوة”.​