اختباران سهلان لألمانيا وإسبانيا في كأس العالم
بعد تنازل ألمانيا عن لقبها العالمي قبل أربعة أعوام بالخروج من الدور الأول وانتهاء مشوار إسبانيا عند ثمن النهائي، يبدأ المنتخبان رحلة التعويض واستعادة مكانتيهما بين العمالقة باختبارين في المتناول، وذلك حين تلتقيان اليابان وكوستاريكا توالياً، الأربعاء، في مونديال قطر.
وفي مباراة تجمع “دي مانشافت” بلاعبين على دراية تامة بالكرة الألمانية كون الكثير منهم يلعبون في “بوندسليغا”، يبدو رجال المدرب هانزي فليك مرشحين لحصد نقاطهم الثلاث الأولى في المجموعة الخامسة على حساب “الساموراي الأزرق” الياباني في أول مواجهة بين الطرفين في بطولة دولية.
“لا يمكنك الفوز على الدوام”
للمرة الأولى في تاريخها بعد الحرب العالمية الثانية، اخفقت ألمانيا، بطلة العالم أربع مرات، في بلوغ ربع النهائي مرتين توالياً في بطولة كبرى بعدما انتهى مشوارها أيضاً في ثمن نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي.
لكن “هذه الأمور تحصل في بعض الأحيان” بحسب المهاجم المخضرم توماس مولر، الذي رأى أنه “لا يمكنك الفوز على الدوام. ستختبر بعض الأيام السيئة”.
وبعد نهاية كئيبة لعهد المدرب يواكيم لوف، الذي قاد المانيا على الأقل إلى نصف النهائي قبل 2018، ومنحها لقب 2014 في البرازيل بعد فوز صارخ على الدولة المضيفة 7-1 في نصف النهائي، استعادت ألمانيا القليل من بريقها تحت اشراف هانزي فليك الذي لم يخسر في أول 13 مباراة.
لكن نهاية دور المجموعات في دوري الأمم الأوروبية نهاية أيلول، حيث أهدر الألمان فرصة التأهل إلى نصف النهائي بسقوط على أرضهم أمام المجر صفر-1 وتعادل مع إنكلترا 3-3 بعدما كانوا متقدمين 2-صفر، كشفت عن ثغرات دفاعية جدية ومشكلات متكررة في انهاء الهجمات أمام مرمى الفريق الخصم.
على الرغم من اكتفائه بخوض أقل من 60 دقيقة منذ أواخر أيلول، بسبب الإصابة، يعوّل فليك على مولر (33 عاماً)، الذي يخوض النهائيات للمرة الرابعة.
وغاب مولر عن فريقه بايرن منذ دخوله بديلاً في الفوز على برشلونة الإسباني 3-صفر في نهاية الشهر الماضي في دوري أبطال أوروبا بسبب مشكلة في الورك، لكنه عاود تمارينه بشكل كامل مع المنتخب الوطني في قطر ويمني النفس بأن يكون في جاهزية تامة لمساعدة “مانشافت” على محاولة الفوز بلقبه الخامس.
لكنه لا يريد الذهاب بعيداً في تفكيره والمقاربة هي “التعامل مع كل مباراة على حدة. يجب علينا أولاً أن نتخطى دور المجموعات. هذه هي الأولوية. بعدها سنتعامل مع خصمنا التالي والتفكير به. لن نشغل أنفسنا قبل البداية بهوية خصومنا وفي أي دور سنلتقيهم”.
وشدّد: “هذا الأمر لم يكن يوماً طريقة تفكير منتخب ألمانيا”.
وأمام مولر شخصياً فرصة ذهبية لتعزيز سجله المونديالي البالغ 10 أهداف وربما الوصول الى رقم مواطنه ميروسلاف كلوزه، الذي يتصدّر لائحة هدافي النهائيات بـ16 هدفاً أمام ظاهرة البرازيل رونالدو (15) والألماني الآخر “المدفعجي” الراحل غيرد مولر (14).
لكنه: “لا أفكر بالأهداف الشخصية. هدفنا هو على الدوام الفوز بالبطولة وسنقدم كل ما لدينا كي يخرج المنتخب منتصراً. إذ نجحنا في ذلك، سنكون أكثر الناس سعادةً. وإذا تمكنت من تسجيل بعض الأهداف في هذه الرحلة وتمكن فريقنا من الفوز بالبطولة، فسأكون أكثر سعادةً”.
وفي ظل وجود ثمانية لاعبين محترفين في ألمانيا، بينهم سبعة في الدرجة الأولى “بوندسليغا”، تعوّل اليابان على عامل معرفتها بالألمان لمحاولة الخروج بنتيجة إيجابية تبقي بها حظوظها على نيل إحدى البطاقتين الى ثمن النهائي.
“صداقتنا مُعَلَّقة”
لكن مهاجم فرايبورغ ريتسو دوان شدّد على أن الصداقة والزمالة ستضعان جانباً، عندما يطأ المنتخبان ملعب استاد خليفة الدولي.
ومع كشفه “أني لست على اتصال بهما هنا (في قطر)”، يواجه دوان احتمال لقاء زميليه ماتياس غينتر وكريستيان غونتر.
وعلق على هذا الاحتمال، بالقول: “بالطبع أنا سعيد بمواجهتهما لكننا صداقتنا مُعَلَّقة من الآن وحتى العام الجديد (أي عندما يعاود الدوري الألماني نشاطه). سأقدم كل شيء من أجل بلدي”.
ويؤمن دوان أن لبلاده “فرصة كبيرة” للتأهل عن هذه المجموعة رغم صعوبة المهمة في ظل وجود ألمانيا والعملاق الأوروبي الآخر إسبانيا بطلة 2010 التي تسعى بدورها إلى التعويض بعد مشاركتيها المخيبتين في موندياليي 2014 حين تنازلت عن اللقب وخرجت من الدور الأول، ثم 2018 حين انتهى مشوارها عند ثمن النهائي.
وفي أول لقاء بين المنتخبين على الصعيد الرسمي، تبدو إسبانيا مع مدربها لويس إنريكي ومجموعة من الشبان والكثير من لاعبي برشلونة (8)، مرشحة لتخطي كوستاريكا على ملعب “الثمامة”.
وكان ظهير تشيلسي الإنكليزي المخضرم سيسار أسبيليكويتا “متحمسّاً” لخوض النهائيات بفريق “جريء” يعج بالشبان يتقدّمهم ثلاثي برشلونة بيدري وغافي وأنسو فاتي، قائلاً: “ما يفاجئني هو جرأتهم. لا يخشون أي شيء… تشعر بالسعادة عندما ترى انسجامهم في اللعبة وجاهزيتهم في هذا العمر”.
وبانتظار المبارزة بين العملاقين الأوروبيين الأحد في الجولة الثانية، يمني المنتخبان الياباني والكوستاريكي النفس الخروج بأقل ضرر ممكن من الجولة الافتتاحية للبقاء في صلب الصراع على بطاقتي المجموعة.