وداعًا للمرسيديس والـBMW وأهلا بالبيكانتو
وسط ارتفاع أسعار النفط العالمية جراء الحرب الروسية الأوكرانية ورفض أوبك+ زيادة نسبة انتاجها، تأثرت أسعار المحروقات في لبنان بشكل كبير بهذا الارتفاع خصوصا أنّ البلد يعاني أصلاً من انهيار في عملته نتيجة الأزمة الاقتصادية، ليزيد قرار مصرف لبنان برفع الدعم عن المحروقات الطين بلّة، فتتخطى بذلك أسعار المحروقات أعلى مستوياتها في لبنان بأقلّ من عام.
هذا الواقع الجديد للارتفاع الجنوني باسعار المحروقات في لبنان فرض على اللبنانيين الاستغناء عن بعض انواع السيارات وخصوصا الفاخرة منها، المرتفعة المصروف، مثل المرسيدس، البي أم دبليو، إنفينتي … ليستبدلها بأخرى “وفيرة” و مصروفها “خفيف على الجيبة” مثل الكيا، بيكانتو، سوزوكي، هيونداي الخ….
فإلى جانب الكمية القليلة التي تستهلكها هذه السيارات من البنزين، لا تتخطى أسعارها سقف الـ8 آلاف دولار في المعارض وعلى التطبيقات (المستعملة). ما يسهّل على الفرد تأمين ثمنها، في ظلّ توقف المصارف اللبنانية عن توفير القروض المصرفية، ليصبح “الكاش” هو الملك في عمليات الشراء والبيع في قطاع السيارات، مع اقفال الشركات والمعارض باب “التقسيط”.
وبذلك انقلب دولاب اللبنانيين فبين الامس واليوم تغييرات عديدة طرأت على الـlife style اللبناني عدّلت بمظاهر الفخفخة التي اعتاد عليها اللبنانيون.
وفي هذا السياق، قال مدير شركة الدولية للمعلومات محمد شمس الدين في حديث خاص لموقع “الديار” إن “الذي يملك سيارة صغيرة لا يستطيع بيعها لشراء سيارة كبيرة، بينما الذي يملك سيارة كبيرة أصبح يختصر من مشاويره ليخفف من مصروف البنزين الذي أصعر سعر التكنة منه يتأثر بسعر صرف الدولار يوميا”.
ولفت شمس الدين إلى أن “الذي يملك أموالا طائلة يستطيع شراء سيارات كبيرة من دون أن يكون البنزين في أولوياته، بينما من إمكاناته المادية محدودة سيشتري سيارة صغيرة، أما الذي لا يملك المال بتاتا لن يستطيع شراء أي سيارة وسيكتفي بالتنقل عبر وسائل النقل العام”.
وكشف شمس الدين أنّ “إستهلاك البنزين في لبنان قد إنخفض 14% مع بداية رفع الدعم عن المحروقات”.
في المقابل ، تواصلنا مع أحد أصحاب المعارض في بيروت، والذي أكّد بدوره أنّ “الذي يركب سيارة مزودة بـ 8 أسطوانات إستمر في ركوبها ولم يتأثر بأزمة ارتفاع المحروقات”.
وقد لفت إلى أن “السيارات الصغيرة مثل “هيونداي” و”رينو” و”كيا البيكانتو” لها عشاقها وأيضا السيارات الكبيرة مثل “رانج روفر” و”جيب ليكسوس” لها جمهورها ولو أنّ هذا الأخير انخفض نتيجة الأزمة الاقتصادية”.
وأضاف “الشخص الغني يستطيع شراء أفخم سيارة من دون التفكير بتبعاتها بينما الفقير يشتري سيارة بحسب إمكانياته”.
وتأكيدا لما سبق وبلمحة سريعة على تطبيق olx سنجد أنّ أكثر السيارات المعروضة للبيع وبأسعار زهيدة هي سيارات الـ “بي أم دبليو” و”الميرسيديس” و الـ”GOLF” حيث أن أصحابها يسعون إلى استبدالها بسيارات أخرى أقل مصروف بنزين.