الرئيس الايراني اتهم واشنطن بزعزعة استقرار ايران

الرئيس الايراني اتهم واشنطن بزعزعة استقرار ايران

13 تشرين الأول 2022

اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الولايات المتحدة، بالعمل على زعزعة استقرارها، وذلك في ظلّ احتجاجات تشهدها منذ زهاء شهر على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني.

جاء ذلك فيما تلقّى القضاة الإيرانيون تعليمات بعدم التساهل في الأحكام التي سيصدرونها بحق من يظهر أنهم “العناصر الأساسيون للشغب”، وفق ما أفاد الموقع الالكتروني للسلطة القضائية الخميس.

وأورد موقع “ميزان أونلاين” التابع للسلطة القضائية أنّ رئيسها غلام حسين محسني إجئي “أعطى توجيهاته للقضاة بتفادي تبسيط المسألة وإبداء تعاطف غير مبرر وإصدار عقوبات مخففة للعناصر الأساسيين لأعمال الشغب هذه”.

ورأى أنّ عقوبات مخفّفة بحق هؤلاء هي “ظلم بحق الشعب والمستقبل”.

الا أن رئيس السلطة القضائية شدد أيضاً على ضرورة إبداء ليونة بحق من يشاركون في الاحتجاجات من دون إثارة أعمال شغب.

وتوفيت الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاما) في 16 أيلول بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران بسبب مخالفتها قواعد لباس المرأة الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وأدى موتها إلى موجة احتجاجات في إيران ومسيرات تضامن في الخارج.

وكانت الشابات وطلاب الجامعات وطالبات المدارس في طليعة الاحتجاجات، وهتفوا بشعارات مناهضة للحكومة، وأضرموا النار في الحجاب، كما واجهوا قوات الأمن في الشوارع.

وسُمعت مرة أخرى خلال ليل الاربعاء هتافات “امرأة، حياة، حرية” في شمال غرب مدينة بوكان، حيث أحرق المتظاهرون العلم الإيراني، حسبما أظهر فيديو تحقّقت منه وكالة فرانس برس.

واحتشد المتظاهرون أيضاً في العاصمة طهران وفي أصفهان في الجنوب ومشهد في الشمال الشرقي ورشت في الشمال وساقز مسقط رأس أميني في الغرب.

وألقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي باللوم مجدّداً على الولايات المتحدة خصم بلاده اللدود منذ الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979.

وقال خلال قمة “مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا” (“سيكا”) في كازاخستان، “الآن بعد فشل الولايات المتحدة في العسكرة (ضد إيران) والعقوبات، لجأت واشنطن وحلفاؤها الى السياسة الفاشلة لزعزعة الاستقرار”.

اعتقال الآلاف

أُطلقت أعيرة نارية وقنابل الغاز المسيل للدموع الأربعاء، في الوقت الذي واجهت فيه قوات الأمن الاحتجاجات في إطار حملة أودت ب108 أشخاص على الأقل، حسبما أفادت منظمات حقوقية.

وأظهرت مقاطع فيديو جديدة مواجهات بين الناس والقوات الأمنية بينما كانت تسعى إلى اعتقال محتجّين، الأمر الذي أجبر أفرادها على الفرار في بعض الأحيان.

في مقطع فيديو تحقّقت منه وكالة فرانس برس، شوهدت نساء يتعرّضن للضرب والمطاردة من قبل قوات الأمن في رشت في محافظة غيلان.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من أوسلو مقرّاً إنّ عمّال صناعة الطاقة انضمّوا إلى إضرابات احتجاجية هذا الأسبوع في مصنع عسلويه للبتروكيميائيات في جنوب غرب البلاد وفي عبدان في الغرب وبوشهر في الجنوب.

وهزّت الاضطرابات خصوصاً مدينة سنندج عاصمة محافظة كردستان، المنطقة التي تتحدر منها أميني في غرب إيران، وكذلك زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرق إيران، حيث اندلعت تظاهرات في 30 أيلول في ظلّ تقارير عن اغتصاب أحد قادة الشرطة لمراهقة.

وقالت وكالة أنباء ناشطي حقوق الإنسان (HRANA) إنّ “الاستخدام غير المنظّم للبنادق مع الخرطوش من قبل سلطات إنفاذ القانون أدى إلى إصابة العديد من المتظاهرين”، بمن فيهم كبار السن والمراهقون وحتى الأطفال.

وقالت الوكالة في تقرير نُشر الأربعاء إنّ لديها أسماء 106 أشخاص على الأقل قُتلوا على يد القوات الأمنية، وإنها تعلم بمقتل 11 آخرين لم يتمّ التعرف عليهم.

وأفادت الوكالة عن مقتل أكثر من 94 شخصاً في زاهدان، احدى المدن القليلة ذات الغالبية السنية، مشيرة إلى مقتل 20 من عناصر الأمن بينهم ستة في زاهدان.

وقالت المنظمة الحقوقية إنّ “عدد المعتقلين يُقدّر بـ5500 على الأقل”.

“تعميق الانقسام”

فرضت إيران قيوداً على الوصول إلى الإنترنت وحظرت منصّات التواصل الاجتماعي بما في ذلك انستغرام وواتساب، في إطار حملتها القمعية الآخذة في الاتساع.

وأعلنت الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات جديدة على إيران أنها تتخذ إجراءات لتأمين وصول الإيرانيين إلى الإنترنت.

وفي هذا السياق، صرّحت نائبة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان بأنّ “حملة القمع العنيف التي تواصل إيران ممارستها على المتظاهرين السلميين إهانة لحقوق الإنسان”.

وأضافت “تحدثت مع شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى وطلبت منها… تزويد الشعب الإيراني بخدمات وأدوات تواصل إضافية”.

وقوبلت حملة القمع التي شنّتها الجمهورية الإسلامية بإدانة واسعة النطاق.

وقال كومفورت إيرو الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية في تغريدة على موقع “تويتر”، “القمع المستمر ليس الحل”.

وأضاف أنّ “حملة القمع العنيف التي تشنّها الحكومة لا تؤدي إلاّ إلى تعميق الانقسام بين دولة لن تستسلم للمطالب بمزيد من الحرية، ومجتمع لن يتنازل عن المطالبة بها”.

أفاد تحقيق إيراني بأنّ أميني ماتت بسبب مرض مزمن وليس من الضرب.

غير أن والديها نفيا ذلك وقدّما شكوى ضد أفراد الشرطة المتورّطين في الأمر. وقال قريب لها مقيم في العراق لوكالة فرانس برس إنها قضت بسبب “ضربة عنيفة على الرأس”.