رسميًا… جسر لندن انهار
أعلن قصر باكنغهام اليوم الخميس، وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بعد أنباء عن تدهور حالتها الصحية بعد أن أوصى فريقها الطبي ببقائها تحت المراقبة.
وأكد قصر باكنغهام، وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن عمر ناهز الـ 97 عاما، وقال القصر في بيان إن “الملكة توفيت بسلام في قلعة بالمورال بعد ظهر اليوم”.
ولدت إليزابيث الثانية في 21 أبريل/ نيسان 1926 في لندن في أسرة دوق ودوقة يورك، وهي ممثلة سلالة وندسور.
وبعد تنازل عمها الملك إدوارد الثامن عن العرش عام 1936، أصبح والدها جورج السادس ملكا وأصبحت هي وريثة العرش.
أصبحت إليزابيث ملكة بريطانيا العظمى، ورئيسة علمانية للكنيسة الأنجليكانية، وكذلك رئيسة الكومنولث (الذي يوحد جميع المستعمرات البريطانية السابقة تقريبًا) بعد وفاة جورج السادس في 6 فبراير/ شباط 1952. وقد توجت في 2 يونيو/ حزيران 1953 في كنيسة وستمنستر بحضور سبعة آلاف ضيف. كان حفل التتويج أول حدث على مستوى البلاد يتم بثه على الهواء المباشر.
وبعد زواجها من دوق إدنبرة، الأمير فيليب، أنجبت إليزابيث 4 أطفال، هم، تشارلز، أمير ويلز (1948)، الأميرة آنا (1950)، الأمير أندرو، دوق يورك (1960)، الأمير إدوارد، كونت ويسيكس (1964).
خلال فترة حكمها، قامت الملكة بأكثر من 300 زيارة إلى أكثر من 130 دولة في العالم، بما في ذلك روسيا في أكتوبر/ تشرين الأول 1994، عندما زارت موسكو وسانت بطرسبورغ.
كما تضمنت واجبات الملكة اجتماعات مع السياسيين وكبار رجال الأعمال والعلماء والشخصيات الثقافية. ومن بين المشاهير الذين قاموا بزيارة قصر باكنغهام في سنوات مختلفة كانت إليزابيث تايلور ويوري غاغارين وموسيقيي فرقة “البيتلز”، بالإضافة إلى رؤساء دول مختلفة. وفي عام 2003، استضافت حفل استقبال على شرف الرئيس فلاديمير بوتين.
في عهد إليزابيث الثانية، تم اتخاذ عدة قرارات مهمة تهدف إلى “دمقرطة الملكية البريطانية”.
حتى وقت قريب، شاركت الملكة في العديد من الأحداث، بما في ذلك احتفالات اللقب والجوائز والزيارات إلى المنظمات والمؤسسات الخيرية والعلمية (حوالي 600) التي كانت تحت رعايتها. في يناير/ كانون الثاني 2006، نقلت بعض سلطاتها إلى الأمير تشارلز، وفي نهاية عام 2016، تم نقل رعاية أكثر من 25 هيكل إلى أعضاء آخرين من العائلة المالكة. في السنوات الأخيرة، نادرًا ما كانت تظهر الملكة في الأماكن العامة، مفضلة الاجتماعات الخاصة أو مكالمات الفيديو. في 3 يوليو/ تموز 2022، نقلت إليزابيث إلى وريث العرش، الأمير تشارلز لويلز، جزءًا من واجباتها كرئيسة للدولة.
شهد عهد إليزابيث الثانية فترة واسعة للغاية وصعبة في تاريخ بريطانيا والعالم. اكتملت عملية إنهاء الاستعمار، والتي تميزت بالانهيار النهائي للإمبراطورية البريطانية وتحولها إلى كومنولث الأمم. في عهد إليزابيث الثانية، دخلت بريطانيا الاتحاد الأوروبي وغادرته. من بين الأحداث الأخرى في هذه الفترة، تجدر الإشارة إلى الصراع العرقي السياسي الطويل في أيرلندا الشمالية، وحرب الفوكلاند، ومشاركة بريطانيا العظمى في حربي العراق وأفغانستان. في ظل هذه الظروف، تمكنت إليزابيث الثانية من الحفاظ على هيبة وشعبية النظام الملكي البريطاني.
في إنجلترا، كانت الملكة محبوبة ومحترمة. يعتقد البريطانيون أن إليزابيث الثانية ظلت وفية لقسمها الذي أقسمته عام 1953، وأصبح ذلك هو مفتاح شعبيتها بين الناس.
وكان قد صدر بيان مختصر عن قصر باكينغهام في وقت سابق من اليوم جاء فيه: “بعد تقييم هذا الصباح، أعرب أطباء الملكة عن قلقهم على صحتها، وأوصوا بأن تظل خاضعة للإشراف الطبي”.
الملكة إليزابيث الثانية، أكثر الملوك خدمة للبلاد على مر التاريخ، حيث تولت المنصب مباشرة بعد وفاة والدها الملك جورج السادس عام 1952، ومضى عليها في هذا الموقع نحو 70 سنة ملكة لبريطانيا.