المرتضى: أزمات التي نعبرها لا خلاص لنا منها إلا بالاتكال على وحدتنا الوطنية

المرتضى: أزمات التي نعبرها لا خلاص لنا منها إلا بالاتكال على وحدتنا الوطنية

28 آب 2022

ألقى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى خلال المهرجان الفني الذي أقامته بلدية شارون بالتعاون مع قلعة “شير الروم” كلمة أشار فيها الى أن “وسائل صنع الغد شتى وعديدة، لكن علينا أن نتبين مصالحنا أين هي، وحقوقنا أين صارت، وكرامتنا الوطنية كيف نحافظ عليها، واتحادنا كيف نصونه، وثرواتنا كيف نزود عنها، فبهذا يكون لنا الغد ويكون أفضل”.

وتابع المرتضى “كنت أخذت على نفسي ألا أتطرق إلى أحاديث السياسة في هذه العشية، لكنها نقطة حبر تسربت عفوًا من شق القلم وانسكبت على الكلام. الآن سأمسحها وأخاطبكم بما نحن فيه من جمال صنعتموه أنتم في مخرجات هذا المهرجان، يضاف إلى الجمال الذي صنعه الخالق جل جلاله في تكوين هذه الطبيعة الخلابة. لأن موعدنا اليوم هو فقط لاكتناه الجمالات التي هي من جسد الثقافة دم الوريد. فكل عمل معرفي لا يهدف إلى بعث الجمال وانتشاره ليس سوى عبء وعبث. ولعل أحلى الحلاوات تلك التي تسهم في إعلاء شأن القيم الوطنية والإنسانية في نفوس الجيل الطالع، بعيدا عن كل معاني التفرقة والتخاصم”.

وأردف “غاية الناس على الأرض عمارة الكون بالجمال، والسلام، والحق، والوئام. رسالة يستحقها لبنان أكثر من أي بقعة في العالم، ويرجو أن يكون شبابه منغمسين فيها وعاملين على تحقيقها. ولا شك البتة في أن العمل الثقافي هو الميدان الحقيقي لإتمام هذه الرسالة، لأنه في كنهه لقاء وحوار”.

وشدد المرتضى على أن “الرسام لا يضع لوحة إلا ليحاور بها الجمهور ويحوز على رضاه، وكذلك الشاعر والموسيقي والممثل والفنان، كلهم ينافسون ذواتهم ويشحذون مواهبهم باستمرار ليبلغوا درجات أرقى من التواصل والتفاعل مع الناس. فالفن يسعى إلى مرضاة الآخر عن طريق المنافسة في سبيل الخير العام، فكلما احتدمت المنافسة وتوهج الفن ازداد الخير بين الناس، بعكس صراعات أخرى قاتلة لا تنتهي إلا بتدمير الذات والمجتمع”.

كما أضاف “أجمل ما في هذا المهرجان، أنه جهد محلي بمواهب محلية. لبنان في كل بقعة من بقاعه وجنوبه وشماله وجبله، مليء بالكفاءات المميزة على جميع الصعد وفي الاختصاصات كافة. وهو قادر بما فيه من ثروات معرفية، أن يحفظ تراثه ويحمي مستقبله، إذا أحسنت إدارة موارده البشرية والطبيعية.”

وختم المرتضى “لسنا بحاجة إلى أحد خارجي إلا بمقدار ما تمليه مصالحنا وحدها، والأزمات التي نعبرها لا خلاص لنا منها إلا بالاتكال على وحدتنا الوطنية وعلى قوانا الذاتية، وعلى إراداتنا الحرة التي لا تخضع لإملاءات وإيحاءات وعلى عزيمتنا المنعقدة على عدم السماح لأحد في هذا الكون بأن يمس بكرامتنا، أو بأمننا أو بأرضنا أو بثرواتنا، فبهذا يكون لنا الغد ويكون أفضل”.