خاص- جوبوا الشوارع… ما زال جرح بيروت يُهرَق!
يوم الرّابع من آب من العام ٢٠٢٠، وكم كان قاسيًا ذاك النّهار، وكم كانت مشؤومةٌ عقارب الساعة السادسة والسبعُ دقائق، فمنذ سنتين توقّف الزمن وأصبح الأمل ضحيّةً والفرح جريحًا وبلدنا العجوز لفظ أنفاسه الأخيرة.
يوم الرابع من آب في تمام الساعة السادسة وسبعُ دقائق، كان من المفترضِ أن يستقيل من منصبه كلّ رئيسٍ أو وزيرٍ أو نائبٍ أو مسؤولٍ لهول الفاجعة التي ألمّت بنا، واحترامًا لأرواح من قطّعته شظايا النيترات وقوّة الانفجار الذي ابتلع بيروت وضواحيها وخلّف ٢٣٠ ضحيّة واكثر من سبعة آلاف جريح… ولكن مسؤلي ال”بلاد” لم يرفّ لهم جفن، فأحد دجالي السياسة بكى على قائد فيلق لساعات ولم يدمع لما اصاب شبابنا وشيبنا بل اكتفى بمقولة “بعرف شو في بمرفأ البلد “العدو” أكتر من مرفأ بيروت”، وآخرٌ لم يوقظه صوت الانفجار ولا عصف دموع الناس فنزل بعد ثلاثة أيّام مُصرّحًا “شو بدي انزل شوف بنايات مهبّطة؟” لا يا “فخامة” المسؤول ما تنزل خليك بقصرك العالي وتروك الشعب مشقّف عالطريق، وبطلُ استعراضٍ كان ينتظر التلفزيونات قبل الانفجار ليفضح ما في المرفأ ويضيفه الى كتاب “انجازاتي” انهمك بتجليس العلم ولم ينتبه ان لون الحمرةِ في ألوانه من مهجة الضحايا والجرحى أصبح داكنٌ أكثر من العادة وأنّ تجليس العلم لن يعيد ما دمّره فساده وفساد زملائه.
لم تنته القصّة هنا، مرّت سنة على المصاب ولم يصدر قرارٌ ظني بجريمة العصر، بل غيّرت سلطة الفساد ثلاثة محققين عدليين ولم يُعجبها أداء أيًا منهم لأنّ التحقيق يورّطهم وانتهت القصّة بتقديم دعاوى بحقّ القاضي طارق بيطار ومحاولة كفّ يده بعد ما اصدر مذكّرات بنائبين لبنانيين أعادهم شعب لبنان “العظيم” الى المجلس، فبئس هذا الشعب.
ويوم غدٍ، نطوي صفحة السنة الثانية من عمرنا الجديد، وما زال التحقيق معلّق في حبال المشادّات السياسية وأروقة طمس الحقائق وتبرئة المجرمين، ولكن إلى متى؟ الى متى سيبقى دمُ الأبرياء مرهونًا بقرار الزعماء السياسيين؟ وحتى متى ستبقى السلطة القضائية وقراراتها بيد “زعماءٍ” لا تليقُ بهم الزعامة؟
الجواب تحددونه انتم بمشاركتكم غدًا، وبتوقيعكم على العريضة التي أعدّها أهالي الضحايا والشهداء، كونوا على قدر المسؤولية فالتفجير أصاب قلوبنا جميعًا، جوبوا شوارع بيروت فجرح فؤادها ما زال ينزف.