خاص- ٤ آب لن ننسى ولن نسامح!
كيف لنا أن ننسى وأن نسامح من قتلنا؟ نعم قتلنا. صحيح أننا ما زلنا نعيش ونتنفس ولكن فقط لكي نحاسب. كيف لنا أن ننسى أننا بتنا أشباه إنسان وقد فقدنا أحباء ما زالوا جزءًا منا؟ كيف لإنسان أن يحيا وقد سلب الانفجار روحه؟ كيف نحيا بلا روح؟ كم من أبٍ وأم وأخ وأخت وولد وزوجة وقريب وقريبة يتمنون لو أنهم يستطيعون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء سنتين تمامًا ليمزقوا تاريخ الرابع من آب من رزنامات حياتهم لكي يسرقوا قبلة أو نظرة من أحباء عشقهم الوطن فأبى إلا أن يحضنهم بترابه فينامون وهم ينتظرون منّا أن نحاسب من سلب حياة شعبٍ توقف عنده الزمن في الرابع من آب وبات كلّ يوم هو الرابع من آب. ففي كلّ يوم وكلّ دقيقة نموت ألف مرّة ومرّة فمع كلّ نبضة قلب يتزلزل كياننا لأننا حُرمنا أنفسنا حُرمنا جمعة العائلة حُرمنا النّوم حُرمنا الغدّ حُرمنا الفرح السكينة والحلم. صور ضحايانا تسكن كياننا تسكن منازلنا فما كلّ نفس نتنفسّه سوى وعد منّا أننا نتمسّك بالحياة فقط لكي نحاسب من غدر بنا فجعلنا أمواتًا أحياء. الجرح ما زال ينزف وقد عجزت أي محاولة عن تضميده لنتكاتف في الرابع من آب علّنا نبلسم الجرح ونكفكف الدموع.
الغضب الشعبي المتغلغل في الصدور سينفجر لا محالة في الرابع من آب ودموع اللوعة ستزهر وطنًا جديدًا ملؤه الأمل.