هل الاتفاق السعودي-الإيراني جاهز للإعلان؟
يبدو أن المسافات أصبحت قريبة بين السعودية وإيران لحل الخلافات عبر جولات الحوار التي جرت وستجري مستقبلا بين الطرفين. صحيح أن المفاوضات لم تنتقل الى وزيري خارجية البلدين، إلا أنها أحرزت تقدما ملحوظا وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أكّد أن “المباحثات وصلت إلى مراحل متقدمة جدا، وحجم الخلافات بين الطرفين كان كبيرا ويحتاج إلى عملية بناء الثقة، وهي مسألة تحتاج إلى وقت طويل”. وتكشف أوساط دبلوماسية عربية أن المسؤولين الأمنيين ما زالوا يتباحثون حول النقاط العشر التي تم الاتفاق عليها ويناقشون التفاصيل والآليات المفترض اعتمادها قبل ان ينتقل التفاوض الى المنصة السياسية.
وفي حين تستعدّ إيران والسعودية لإجراء جولة محادثات جديدة، هل بات الاتفاق بينهما جاهزا للاعلان عنه؟
العميد الركن أمين حطيط يرى عبر “المركزية” أن “المفاوضات ترتقي بمستوى المتفاوضين ويمكن أن تصل إلى المستوى السياسي متخطّيةً المستوى الأمني والعلاقات الشكلية من أجل تحقيق أمرين: أوّلاً، بناء الثقة. ثانياً، سد الذرائع منعاً لتوتير العلاقات مستقبلاً. بالتالي، اتّجاه المفاوضات لم يصل إلى الحدّ المطلوب في إقامة علاقات طبيعية، لكنه يسير بهذا المسار بشكل يبدو فيه أن الفريقين السعودي والإيراني حريصان على نجاح هذا التفاوض وعلى بناء جسور الثقة”.
وفيما إذا كانت الرياض تنتظر خطوات من إيران تؤشر وتؤكّد مدى التزامها وتقيدها بالاتفاق، يشير إلى أن “السعودية بحاجة إلى الاتفاق لأن العلاقة الجيدة بينهما ستنعكس على الوضع السعودي في اليمن ومن إيجابيات المفاوضات تمديد الهدنة اليمنية لشهرين إضافيين ما أراح السعودية ويشجّعها على خوض أكبر للمفاوضات بهدف بناء العلاقات الطبيعية، رغم أن إيران تشدد دائماً على مسألتين استقلالية اليمن في أخذ قرارها، إلى جانب رغبتها في إقامة العلاقات العادية مع السعودية. وحتى اللحظة يتبين أن الأمور تسلك المسار الصحيح والمريح للطرفين”.
أما بالنسبة إلى الوقت الممكن أن تستغرقه المحادثات قبل الإعلان عن النتيجة، فيعتبر حطيط أن “جديّة الفرقاء في الميدان تحدّد الفترة الزمنية، ويبدو أنهما جادان لحدّ الآن ما يمكن أن يترجم خلال بضعة أشهر عبر لمس نتائج إيجابية على الميدان العملي، أما ما يمكن أن يطرأ من مستجدّات وعراقيل فلا يمكن لأحد التكهن به”.
ويختم “كلّ علاقة إيجابية بين طرفين إقليميين تنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على المشهد العام الإقليمي، بالتالي تلقائياً العلاقة الجيدة بين إيران والسعودية يمكن أن تُقرأ بشكل إيجابي في لبنان، اليمن، العراق، سوريا… وغيرها من البلدان والملفات المتأثّرة بمثل هذه العلاقات”.