![WhatsApp Image 2022-06-13 at 11.12.37 AM خاص-سيلين أبيض: فيلمي يسلّط الضوء على تفاعل البشر ويدعوهم الى عيش إنسانيّتهم](https://www.beirut24.org/wp-content/uploads/2022/06/WhatsApp-Image-2022-06-13-at-11.12.37-AM.jpeg)
خاص-سيلين أبيض: فيلمي يسلّط الضوء على تفاعل البشر ويدعوهم الى عيش إنسانيّتهم
حين تشاهد فيلم In the name of tomorrow، للكاتبة والمخرجة والمنتجة سيلين أبيض تدرك جيّداً أن الإنسانية ما زالت تغزل خيوطها في المجتمعات كافة بالرغم منالعقبات التي تعترض البشرية في حياتهم اليومية.
الفيلم مبنيّ على حجر اساسي متين وهو الشفافية، إذ يستعرض إجابات 45 شخصاً من أنحاء العالم كافة على اسئلة عميقة وجوديّة، وكأنّ أبيض تحاول من خلاله تنفيذ وصية الفيلسوف سقراط: “إعرف نفسك أيها الإنسان” فتحثّ الناس على الغوص في أعماقهم وإيجاد الحقيقة المدفونة بداخلهم.
ربح In the name of tomorrow سبعة جوائز في المهرجانات السينمائية العالمية من برشلونة، إيطاليا، روما، الهند، وصولاً الى تورنتو.
كيف راودتك فكرة الفيلم؟
لطالما كنت مفتونة بالبشر والسلوك البشري، و طرحتُ دوماً الكثير من الأسئلة منذ أن كنت طفلة.
كنت أبحث عن إجابات حول الحياة وأسرارها وما دفعني للبدء بعملية البحث موضوع نهاية العالم الذي يتناوله الجميع ولكن لا يمكننا أن نستشف حقيقة واحدة وواضحة حول هذا الموضوع.
أردت من خلال هذا الفيلم أن أقدّم رسالة أمل للناس. وحين نتطرّق غالباً للمواضيع الوجوديّة نتحدّث مع أشخاص مطّلعين وذات خبرات حياتيّة عدة في هذا الإطار، لكن يفوتنا الحديث مع من هم حولنا من أشخاص يقرأون هذه المواضيع كلٌّ بحسب طريقته الخاصة وخبراته الفريدة.
ومن هذا المنطلق، عمدتُ الى الإستماع والإصغاء لهؤلاء أيضاً. وقمت بمقابلة ٤٥ شخصاً من أنحاء العالم ومن مختلف التوجّهات والخلفيّات والأعمار، فمنهم شعراء وفلاسفة وطهاة وطيارون وأمهات وآباء ورجال أعمال ومدربّو يوغا وطلاب وفنانون ومهندسون…
سألتهم أسئلة وجودية قد تكون صغيرة ولكنها عميقة. وبما أنهم كانوا أمام الكاميرا، بحثوا في أنفسهم وأعطوني إجابات تعكس أفضل ما بداخلهم. فشارك هؤلاء أفكارهم مع العالم كلّه.
كيف اخترتِ إجاباتهم خلال عملية المونتاج؟
لم أقتطع من أقوالهم ولم أضعهم في إطار الرد على بعضهم البعض، بل قدّمت لهم أرضية للتعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم وهواجسهم. كنت مراقبة تسهّل تعبير الأشخاص عمّا يخالجهم.
كم استغرقت من الوقت لتنفيذ العمل؟
استغرقني تنفيذ الفيلم وقتاً طويلاً، خصوصاً أنني صوّرتُ في ثلاثة بلدان، فضلاً عن بعض المواضيع العالقة التي أخّرت التصوير وجائحة كورونا. لكني أؤمن أنّ الفيلم صدر في الوقت المناسب كي تصل الرسالة الى العدد الأكبر من الناس.
يتخلّل الفيلم لوحات راقصة. أخبرينا أكثر عن فكرتها.
كلّ ممثّل عبّر بحركاته ولغة جسده للإجابة عن الأسئلة المطروحة. فأنا لم أتدخّل باللوحات الراقصة بل أعطيتُ رأيي كمراقبة بالإضاءة والديكور بدايةً وطرحتُ أفكاراً عامة عن الحياة والموت مثلاً تجلّت في اللوحات التي تفصل بين فقرة وأخرى من الفيلم.
تجدر الإشارة الى أنّ الممثلين هم من خلفيّة ينتمون الى أهم المسارح الراقصة المعاصرة.
والموسيقى؟
الموسيقى من تأليف زوجي Ognjen Beader والذي عبّر من خلال نوتاتها عمّا يخالجه من مشاعر وأحاسيس واعتبر الموسيقى لغته الخاصة في الإجابة عن اسئلته. ففي نهاية المطاف، الموسيقى إجابة في حد ذاتها ، فهي تعكس وتُظهر مشاعر كل اللوحات الراقصة والكلمات والقصائد.
ومن هذا المنطلق، أضحى الفيلم كلوحة مرسومة كلّ منّا حاول تلوينها بإجابته على طريقته الخاصة. هدفي هو إيصال الفيلم لأكبر عدد من الناس لما يحويه من نبض وحياة وإحساس إنساني يعكس ما يخالج كلّ واحد منا من مخاوف ومشاعر وأحاسيس تفاعليّة مع بعضنا البعض.
يسلّط العمل الضوء على رسالة وحدة في تنوعنا، رسالة أمل لا تستند إلى وصفات أو مفاهيم محددة مسبقًا ، بل على حوار إنساني صادق وحقيقي وشفاف. إذ يمكننا التغيير إذا كنا هذا التغيير الذي نريده!
وهناك قصيدة رائعة في الفيلم للشاعرة اللبنانية العالمية ندى الحاج. أخبرينا عنها؟
إنها قصيدة رائعة تتناسب مع موضوع الحب غير المشروط. تضفي كلماتها ألواناً مختلفة مع اللوحات الراقصة. شرّفتني مشاركة ندى الحاج في هذا الفيلم فوجودها يشبه رائحة الرياحين والأزهار في أوّل الربيع وكلماتها كألق الشمس التي تداعب رؤوس الجبال عند الفجر.
عُرض الفيلم في مهرجانات سينمائيّة عالميّة ونال جوائز عدة. ماذا بعد؟
يتابع الفيلم جولاته على المهرجانات لكننا نخطط لعروض عدة في دول مختلفة سنعلن عنها قريباً جداً. وحتى الآن، بات من المؤكّد أنه سيُعرض في بيروت ودبي وبلغراد وكوالا لمبور وبيرن. كلّما ارتفعت نسب المشاهدة دخل In the name of tomorrow قلوباً أكثر ما يضفي سعادة بالغة لي ولفريق العمل.
ما هو جديدك؟
سأصدر كتابي قريباً الذي يعكس أفكاري وآرائي من خلال مجموعة قصصية تطرح قضايا إجتماعية عدة والخيارات في الحياة. كما أعمل على تنفيذ مشاريع سينمائية ودراميّة ستدخل حيّز الإنتاج والتنفيذ في وقت قريب.
كلمة أخيرة؟
أود أن أشكر الجميع، إذ لم أكن لأتمكّن من إنجاز هذا الفيلم بدون الأشخاص الذين شاركوني أولاً في آرائهم وأفكارهم وتجاربهم الحياتيّة المُلهمة، فضلاً عن طاقم العمل على حرفيّته وإيمانه بأهداف هذا المشروع. أشكر أيضاً الممثلين كافة لتعاونهم الرائع، وأخصّ بالشكر:
الممثلون:
WAFA’A CELINE HALAWI
DEJAN STOJKOVIC
MASA JELIC
RIMA MAROUN
فريق العمل:
DIRECTOR OF PHOTOGRAPHY : Ziad Oaks
RECORDING/MIX ENGINEER: Randula De Silva
DIRECTOR OF PHOTOGRAPHY Serbia: Uroš Petrov
EDITOR: Zeina Nemeh
GRAPHIC ARTIST: Carole Abyad
الموسيقيون:
VIOLINIST: Sofija Dugic
GUITARIST: Armin Yousefi
وزوجي Ognjen Beader لدعمه المستمر وموسيقاه التي أضفت جانباً جديداً وجميلاً على العمل.