جبيل شبه محسومة… وكسروان «عالمنخار»
عشية الاستحقاق الانتخابي بعد غد الأحد، بدا توزُّع المقاعد النيابية على المرشحين المتنافسين في دائرة جبل لبنان الاولى شبه واضح، بحسب ما تُظهره الإحصاءات والتحليلات الانتخابية المختلفة.
دائرة جبل لبنان الأولى هي إحدى الدوائر الكبرى التي سجّلت فروقات كبيرة في الارقام بدءًا من اللوائح وصولاً إلى المقترعين. فهذه الدائرة تضمّ 5 مقاعد مارونية لمنطقة كسروان، ومقعدين مارونيين ومقعداً شيعياً لمنطقة جبيل، ليكون مجموع المقاعد في هذه الدائرة 8.
وتبدو المعركة في قضاء جبيل محسومة، فيما هي»عالمنخار» في كسروان.
هل ستظهر دائرة جبل لبنان الأولى أنّ في إمكان قوى التغيير خرق لوائح منظومة الفساد؟
معركة الحواصل..
أكّدت هذه الدائرة من الانتخابات الماضية مدى أهميّة الحاصل الانتخابي فيها، فهو لديه قدرة تغييرية على قلب كل المقاييس. ويدل الى ذلك فشل مرشح «حزب الله» حسين زعيتر، على رغم حصوله على 9,369 صوتاً وفوز المرشح مصطفى الحسيني بـ 256 صوتًا بسبب عدم تأمين لائحة زعيتر الحاصل الانتخابي. فالحاصل هو عدد المقترعين مقسوماً على عدد المقاعد.
في انتخابات 2018 كان الحاصل الأول في دائرة جبل لبنان الأولى 14452 صوتاً، ما عرقل تأمين الحواصل لبعض اللوائح، وهي المشكلة التي تعاني منها 4 لوائح من أصل 7 اليوم.
فبحسب الاستطلاعات الانتخابية التي حصلت عليها «الجمهورية»، فإنّ كلاً من لوائح «قادرين» و»نحن التغيير» و»الحرية قرار» لم تقترب من تأمين حاصل لضمان مقعد لها.
ومن جهتها تتنافس لائحة «التيار الوطني الحّر» «كنا ورح نبقى» التي يدعمها «حزب اللّه» مع لائحة «فينا للآخر» التي يدعمها حزب «القوات اللبنانية» على الفوز بالمقعد الثالث في كسروان.
الخازن أو مقعد ثالث..
وعلى رغم ضمان قوى التغيير مقاعد مرشحيها، الّا انّ المعركة لم تُحسم، خصوصاً في كسروان، وانّ لائحة «قلب لبنان المستقل» التي يدعمها تيار «المردة» و»حركة سوا» التابعة لرجل الاعمال بهاء الحريري، والتي تتألف من 8 مرشحين أبرزهم فريد الخازن عن المقعد الماروني، بحسب مصادر مطّلعة لـ»الجمهورية» لم تؤمّن حاصلاً بعد، لكنها قريبة جداً من كسر حاصل يبلغ 0،8. وهذا هو السبب الرئيس للمنافسة الضارية بين الخازن ونعمة افرام الذي يسعى ولائحته «صرخة وطن» الى تأمين حاصل ثالث يضمن فوز المرشح سليم الصايغ أو المرشح وجدي تابت الذي تدعمه العائلات الكتلوية وآل زوين الى جانب افرام. فانتخابات المغتربين أثّرت ايجاباً على هذه اللائحة ودعمت حاصلها ليقترب من 3.
كذلك، منصة «نحو وطن» تدعم لائحة «نحن التغيير» بهدف إضعاف لائحة «صرخة وطن»، وذلك لكونها غير قادرة على تأمين حاصل أولي، فإذا خسرت «صرخة وطن» الحاصل الثاني أو الثالث، فسيكون لمصلحة لائحة الخازن أو «القوات اللبنانية». الأمر الذي يضع الخازن تحت ضغط كبير خصوصاً أنّ الوقت يحاصره من جهة، ومن جهة أخرى يحارب على جبهتين هما لائحة افرام ولائحة «القوات».
وتقول مصادر مطلعة لـ»الجمهورية»، انّ المعركة على مقاعد جبيل الثلاثة شبه محسومة، ولا سيما منها المقعد الشيعي الذي ترجح الأكثرية فوز رائد برو مرشح «حزب الله» به على لائحة «كنا ورح نبقى». لكن يبقى التنافس على المقعدين المارونيين المتبقيين في المنطقة، محصوراً بين أحزاب السلطة. وتعتبر أكثرية المتابعين أنّ مرشح لائحة «معكم فينا للآخر» التي تدعمها «القوات اللبنانية» زياد حواط سيفوز بأحد هذين المقعدين، يقابله فوز مرشح لائحة «كنا ورح نبقى» سيمون ابي رميا بالمقعد الآخر.
لكن، في كل الحالات فإنّ أصوات الناخبين في 15 أيار ستحدّد مصير التمثيل النيابي لكسروان وجبيل للسنوات الاربع المقبلة.