عوده: أعطوا صوتكم لمن يستحقه من أجل استرجاع الدولة

عوده: أعطوا صوتكم لمن يستحقه من أجل استرجاع الدولة

8 ايار 2022

قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده،في عظة الاحد من  كاتدرائية القديس جاورجيوس “ان .
طريق الحرية الحقيقية،  تستند على الشجاعة، كما أن المحبة الحقيقية تغلب الخوف، والتواضع العميق يعتق من قيود الإعتداد بالنفس”.  وسأل ” ألا يحتاج بلدنا الحبيب من كل شعبه وقفة شجاعة وتغلبا على الخوف من أجل الإنعتاق من القيود التي كبل بها؟ الإنتخابات فرصة للخروج من قعر الجحيم الذي وصل إليه البلد والشعب. الأحد المقبل يشكل فرصة لكل من يؤمن بالديموقراطية لكي يعبر عن رأيه بحرية ومسؤولية، وينتخب من يرى فيهم إمكانية الخلاص لبلدنا الحبيب. الأحد المقبل هو أحد المخلع، وهل من رمزية أسمى من أن تكون الإنتخابات في يوم تذكرنا للمخلع، من يشبه بلدنا الذي خلعته الأيدي الفاسدة، والإغتيالات الغاشمة، والسياسات الفاشلة، والإنتماءات المشبوهة، والتفجير والتجويع والإفلاس”.

وأضاف: “على اللبنانيين أن يكونوا مثل حاملات الطيب ويوسف ونيقوديموس وبطرس، يتحلون بالجرأة، وغير راضخين للكبرياء الطائفية والمذهبية والحزبية. عليهم أن يحبوا وطنهم وحده، من كل قلوبهم، ومن دون أن يخترق الشك في الخلاص تلك القلوب النابضة بالحرية. المطلوب من الشعب ألا يستسلم لليأس ويتقاعس، بل أن يكتب مصيره بيديه، ويقرر بشجاعة ما يريد وما لا يريد. فيا أيها اللبنانيون، لا تسمحوا لأحد أن يسلبكم قراركم أو يقيد حريتكم. لا تتخلوا عن دوركم، وعبروا عن إرادتكم بحكمة ومسؤولية، بعيدا عن الإنتهازية والإستزلام، لكي يبقى لبنان بلد الحرية والديمقراطية والإنسانية والعنفوان. أعطوا صوتكم لمن يستحقه، من أجل استرجاع الدولة وهيبتها، من أجل ضمان مستقبل أبنائكم وكرامتهم، ومن أجل أن تعيشوا في وطن لا يحكمه الفساد ولا يسوده الظلم واللامبالاة. لقد سلبوكم حياتكم وأموالكم، وأضاعوا مستقبل أولادكم، ودمروا عاصمتكم، وقتلوا إخوة لكم فيها، وهدموا منازلها، ومنعوا معرفة الحقيقة وتطبيق العدالة. خطفوا منكم وطنكم. واجهوهم بأصواتكم، بالديمقراطية وبالطرق الحضارية. أنقذوا ما تبقى من هذه الجمهورية باختياركم الحر والحكيم. من منكم عانى الظلم فلينتخب من يؤمن بالعدالة ويدافع عنها. من منكم قاسى مفاعيل الفساد فلينتخب من يحارب الفساد. من منكم سرقت أمواله فلينتخب من يتحلى بالنزاهة والشفافية. من هجر وأجبر على العيش بعيدا عن وطنه فلينتخب من يؤمن بالوطن ويفتديه بحياته”.