“المستقبل” بين معسكرين: السنيورة وأحمد الحريري
أكدت مصادر صيداوية لـ»نداء الوطن» ان اي تغيير لم يطرأ على موقف رئيسة كتلة تيار «المستقبل» النائبة بهية الحريري من الانتخابات النيابية في دائرة صيدا – جزين، وهي ما زالت ملتزمة بقرار الرئيس سعد الحريري في العزوف عن الترشح عن احد المقعدين السنّيين في صيدا وقد شغلته على مدى ثلاثة عقود متتالية وبلا انقطاع.
قرار «العمة» نفسه، جاء عقب لقائها الرئيس الحريري في مقر اقامته في ابوظبي، حيث نقل عنها القول «انا وسعد واحد»، ولم يحل ذلك دون اجراء جولة أفق في الشأنين السياسي والانتخابي، وسط طرح الاحتمالات المفتوحة لقيادة وقاعدة وجمهور «التيار الارزق» في كيفية التعامل مع الاستحقاق لجهة الاستنكاف والمقاطعة، او دعم ترشيح مقرب او ترك حرية الاختيار للناخبين أنفسهم.
في اروقة المدينة وصالوناتها العائلية، بدأ الحديث يدور عن تحول «التيار» تيارين، ارتباطاً بقرار تعليق العمل السياسي والعزوف عن الترشح، استقالة نائب الرئيس مصطفى علوش شاهد على ذلك، وربما الحبل على الجرّار، وسط اختلاف بين معسكرين: الاول يقوده الرئيس فؤاد السنيورة ويدعو الى عدم المقاطعة السنّية وترك الساحة السياسية، والثاني يقوده الامين العام احمد الحريري ويدعو الى الالتزام بالقرار من دون اي التفاف، ولكل منهما اسبابه ومبرّراته وعناصر قوته وحتى مؤيدوه.
ويقول عارفون في الخفايا الانتخابية الصيداوية ان المشهد سيبقى معلقاً حتى عشية اقفال باب الترشيح الرسمي ليحسم بعض المقربين خيارهم بخوض الانتخابات، هؤلاء ما زالوا يؤكدون ان خيارهم أن تترشّح «العمة»، واذا لم تفعل سيبنون على الشيء مقتضاه.
ومن أبرز الوجوه التي تقدمت الى الواجهة تحت هذا الشعار المهندس يوسف النقيب وقد تولى الماكينة الانتخابية لـ»التيار، وله علاقات اجتماعية واسعة ومسيرة ناجحة في الحقل العام سابقاً والاجتماعي حالياً على رأس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في المدينة، ومن شأن هذا الامر أن يعيد خلط الاوراق الانتخابية والتحالفات.
في غضون ذلك، ارتفعت بورصة الترشيحات حيث أعلن الناشط الاجتماعي وليد السبع أعين قراره بخوض الانتخابات، تحت شعار «سنتابع… الطريق»، قائلا «لا شكّ في أنّي لستُ المثالي ولستُ مِن الذين يلهثون وراء منصب هو تكليف ومسؤولية، إنّما نزولًا عند تمني البعض القليل من الأصدقاء والمقرّبين الذين يرغبون بالتغيير، قررتُ أن أخوض هذه التجربة الديمقراطية من دون استفزاز أحد، وأن أستطلع آراء مَن سأمثّل من أهلي الكرام قبل تقديم الأوراق اللازمة للداخلية، فبرنامجي ليس من نسج الخيال بل هو واقعي جدا وسأعرضه لاحقاً، وبالتأكيد سأضع يدي بيد الفائز الآخر أيّاً كان، فور صدور النتائج لخدمة المدينة إذا حالفني الحظ في 15 أيار بإذن الله».
وتوازيا، ظلّ مشهد التحالفات ضبابياً ومعقداً ومتداخلاً صيداوياً وجزينياً، ومتعثراً حتى الآن بانتظار جلاء صورتها، ولوحظ ان المرشحين الاساسيين من القوى السياسية والشخصيات يعقدون اللقاءات ويجرون الاتصالات بعيداً من الاضواء والاعلام لنسج التحالفات، خلافاً للمرات السابقة بعد اعلان بعضهم حسم موقفه بعدم التحالف مع قوى السلطة (النائب اسامة سعد مع حركة «أمل» و»حزب الله»)، او عدم تكرار تجربة دورة 2018 (تحالف الدكتور عبد الرحمن البزري والمسؤول السياسي لـ»الجماعة الاسلامية» الدكتور بسام حمود مع «التيار الوطني الحر»)، او بانتظار ما سيؤول اليه خيار «المستقبل» اخيراً للتعامل مع الاستحقاق او قوى المعارضة والتغيير في مجموعات حراك تشرين الاول 2019.